النجف نيوز – سيدكا لـ(النجف نيوز) :القرار النهائي لي في اختيار تشكيلة المنتخب ولم يمتلك “ناعم” واتحاد الكرة الصلاحية في فرض اسماء معينة
الباحث والكاتب الرياضي الدكتور كاظم العبادي مع المدرب سيدكا في المانيا
النجف نيوز / خاص – قصي الفضلي
كثرت في الآونة الاخيرة التصريحات الأعلامية عن تدخل اتحاد الكرة العراقي في الامور الفنية المتعلقة بالمنتخب العراقي لكرة القدم لاسيما في تحديد قائمة الاسماء التي تمثل اسود الرافدين والتدخل في امور المدربين وفرض اختيارات معينة واسماء تفرض على المدرب لزجها في صفوف المنتخب , وقد شمل هذا الكلام تحديدا مدرب حراس المرمى عبد الكريم ناعم الذي كان يكلف من اتحاد الكرة للقيام بهذا الدور بحسب ماورد في تصريحات عدد من المتواجدين مع اسود الرافدين في تلك الفترة الزمنية بسبب تواجده الى جانب المدربين الاجانب الذين قادوا المنتخب العراقي في مراحل مختلفة خلال السنوات العشر الاخيرة ، وقد تسببت هذه التصريحات بأحداث شرخا وتصدعا كبيرا داخل الشارع الكروي العراقي ، حيث عد المتابعون للمشهد الكروي هذه الاحاديث وفسرها البعض بأنها كانت صحيحة وبدأ الشكك والتوجس والريبة تعتمر في مخيلة الجميع حول مهنية كل اتحاد الكرة العراقي والمدرب الاجنبي في ان واحد.
وجدنا من واجبنا البحث عن حيثيات القضية بغية اطلاع الشارع الرياضي العراقي على الحقائق وكل ما كان يحصل ووضع كل الحقائق امامه ( وكالة النجف نيوز ) وعبر الاثير ضيفت المدرب الالماني سيدكا الذي قاد المنتخب العراقي خلال الفترة الزمنية 2010-2011 لاخذ انطباعه ووضع اراه حول حقيقة ما كان يحصل خلال الفترة التي اشرف فيها على تدريب منتخبنا الوطني (ما يقارب عام واحد) اذ تم اتصالنا هاتفيا بالباحث والكاتب الرياضي الدكتور كاظم العبادي الذي كان يقوم في زيارة خاصة الى المانيا للقاء المدرب سيدكا من اجل استكمال متطلبات بحثه والدراسة المتعلقة بالكرة العراقية التي عنوانها “الكرة العراقية بين التقييم والتقويم”. وتم وضع العديد من الاسئلة والطروحات امام مدرب المنتخب الوطني الاسبق سيدكا والذي قام بنقلها بامانة اليه وخرجت بالمحصلة الاتية :
نفي سيدكا
نفى المدرب سيدكا صحة التصريحات التي وردت حول تدخل الاتحاد العراقي لكرة القدم او اي من مساعديه في اختيار قائمة المنتخب العراقي النهائية , وتابع كنت استمع جيدا للمساعدين حول امكانيات اللاعبين العراقيين البدنية والفنية سيما وان جلهم من المعروفين وسبق له التواجد وتمثيل المنتخب العراقي في مباريات عديدة وكنت متابعا لعطائهم ومستوياتهم في المباريات وكان معهم عدد من العناصر الشباب من غير المعروفين على المستوى الدولي .
وزاد : كنت استدعي اللاعبين واقوم بالتعرف على امكانياتهم , ولم تقتصر خياراتي فقط على ما شاهدته من امكانيات اثناء الحصص التدريبية او المباريات الودية بل قمت باجراء اختبارات علمية على اللاعبين العراقيين بالتعاون مع واحدة من افضل الجامعات العالمية في مجال البحوث وهي جامعة كولون الالمانية وعلى ضوء النتائج كنت احدد اختياراتي النهائية.
اجتماعات مستمرة
واوضح سيدكا: ان خلال فترة تواجده على قمة الهرم التدريبي للمنتخب الوطني العراقي عمل معه كل من ناظم شاكر وعبد الكريم ناعم وسردار محمد اضافة لمساعده الالماني لوتس , وكنا نعقد اجتماعات مستمرة لوضع البرامج و الحصص التدريبية والامور الفنية كافة للمنتخب اضافة الى اختيار اللاعبين , وكنا نتناقش حول امكانيات كل لاعب واحقيته بالانضمام الى صفوف المنتخب اومن عدمه , اذ كنت استمع بكل مهنية وشفافية الى كل الاراء المختلفة لكن القرار النهائي كان عائد لي , حيث كنت المسؤول الاول والاخير عن اختيار اللاعبين وبدقة .
واستطرد : لم يكن لاتحاد الكرة العراقي او مدرب حراس المرمى عبد الكريم ناعم اي دور ملموس في تحديد الاسماء وفرضها ضمن تشكيلة المنتخب , وقد تم ابعاد بعض اللاعبين الاساسين في مراحل معينة بقرار مني لسبب عدم استكمال مرحلة اعدادهم رغم شعبيتهم الكبيرة في العراق , ولم اتعرض الى اية ضغوطات لاعادتهم الى المنتخب العراقي حيث تم احترام قراراتي الفنية من الجميع .
وبين : منعا لأي سوء فهم أو لغط قد يسىء إلى العلاقة بين الاطراف المختلفة والمهنية ونقل ما حصل بامانة حرصت على التوضيح بانه ربما هنالك تفسيرات واحاديث غير دقيقة لما حصل حيث كنت اختار تشكيلة المنتخب العراقي بنفسي وبعد عملية الاختيار النهائي اقوم بتسليم الاسماء الى مساعدي عبد الكريم ناعم الذي كان ينقلها الى اتحاد الكرة العراقي ولم يتم تحريف او تعديل القائمة الاختيار نهائيا خلال فترة عملي.
خسارة العراق وتدخل ناظم شاكر
واعترض سيدكا بشدة على الاشاعات التي اطلقت بعد خسارة منتخب العراق امام نظيره منتخب ايران بهدفين لهدف في نهاءيات كاس اسيا 2011 التي اقيمت في قطر حول تدخل مساعده ناظم شاكر من اجل الدفع باللاعب سامر سعيد والمشاركة بالمباراة الاولى للعراق رغم اعتراضات سيدكا على اشراكه حسب ما نقل , رد سيدكا على هذا الكلام قائلا لم يحدث هذا الامر نهائيا حيث انا من قرر اشراك سامر سعيد في الدقائق الاخيرة من المباراة لمعرفتي بقدرته على الاختراق في الجانب الايمن , ولم يكن لناظم شاكر اي دورحيوي في اتخاذ القرار آنف الذكر .
واشارسيدكا : لأسفه الكبير اذ لم اوفق في خياري بأشراك اللاعب سامرسعيد ، حيث ارتكب سعيد خطأ فادحا جاء منه هدف الفوز غريمنا المنتخب الايراني الذي حقق العلامة الكاملة على حساب منتخبنا ، مضيفا في سياق حديثه الى نجاح الجهاز الفني للمنتخب الوطني العراقي بتعديل اوضاعه الفنية في المباريات الثلاثة المتبقية التي كانت امام منتخبات الامارات العربية وكوريا الشمالية واستراليا ولم تحدث اخطاء كبيرة وكنا قاب قوسين او ادنى للوصول الى دور الاربعة.
مشاعر الألم
ومن ناحية اخرى اشاد مدرب منتخبنا الوطني الاسبق سيدكا بامكانيات الكرة العراقية التي تتوفر فيها المواهب الخلاقة التي تحتاج الى برامج تدريبية واضحة عالية المستوى من اجل صقلها وتطويرها ووضعها على الطريق الصحيح من خلال الاحتكاك مع المنتخبات العالمية الكبرى للمساهمة في تسليط الاضواء على امكانيات اللاعب العراقي بغية نيلهم عقود احترافية لائقة فنيا وماليا والتواجد في دوريات اوروبية واجد حسب قناعاتي الفنية انه اللاعب العراقي جدير ويستحق ذلك .
وقال :ان الكرة العراقية بدات السيربخطى حثيثة على الطريق الصحيح من خلال الاستعانة بخبرات المدربين و اللاعبين المحترفين للاشراف واللعب ضمن صفوف فرق الاندية العراقية واجد ان ذلك سيرفع المستوى الفني العام للكرة العراقية من خلال الاحتكاك مع مدارس كروية مختلفة لكن يجب ان يتم استقطاب المحترفين وفق اسس فنية صارمة بغية الاستفادة من خدماتهم .
واضاف : لقد انتابتني مشاعر الحزن البالغة و تألمت بشدة لخروج المنتخب الوطني العراقي وعدم نيله بطاقة تأهل لنهائيات كاس العالم 2014 في البرازيل حيث كان العراق يمتلك بيده فرص كبيرة للتاهل ,سيما ان المنتخب العراقي يستحق ان يتواجد في هذه البطولة العالمية الكبيرة وضمن المنتخبات الكبرى والتي تعد الافضل .
واختتم سيدكا حديثه قائلا : لقد وضعت جميع تصوراتي عن الكرة العراقية بايجابياتها وسلبياتها ضمن بحث الدكتور كاظم العبادي الذي سيصدر قريبا .
وقاد سيدكا الذي تعاقد معه الاتحاد العراقي لمدة عام ونصف مقابل 500 الف دولار لقيادة اسود الرافدين وشارك في بطولة غرب اسيا وفي خليجي 20 باليمن ونهائيات آسيا بالدوحة مطلع العام الحالي واخيرا في بطولة الاردن الرباعية، ولم يخرج من مشاركاته بنتائج طيبة.