النجف نيوز – في حوار لـ(النجف نيوز):متخصصون .. يضعون الدواء الناجع للمرض البريطاني (شغب الملاعب) الذي اجتاح الملاعب العراقية
النجف نيوز
النجف نيوز / قصي الفضلي
مدير القسم الرياضي في الوكالة
شغب الملاعب ظاهرة غير حضارية أخذت تتسع رقعتها داخل الملاعب العراقية في الآونة الأخيرة واتضحت معالمها من خلال تصرفات غير لائقة لبعض المحسوبين على الجماهير الكروية التي عرفت بطيبتها وأخلاقها السمحاء وسمعتها العطرة وروحها الرياضية العالية ( النجف نيوز ) استطلعت أراء عدد من المعنيين بالشأن الكروي وخاضت معهم في أسباب هذه الظاهرة الدخيلة على ملاعبنا العراقية ، وما هي المعالجات والحلول الناجعة للحد من اتساع رقعة شغب الملاعب وقبل إن تتطور الأمور الى عواقب وخيمة لاسيما مع توفر فسحة زمنية ملائمة للمباشرة بسلسة الإصلاحات لتخرج بالمحصلة التالية :
ضوابط بدائية
*كاظم العبادي : الضوابط الحالية للسيطرة على الشغب لا تزال بدائية ويجب اعتماد ضوابط حضارية قبل ان تتفاقم الأمور .
وقفتنا الاولى كانت مع الباحث والكاتب الرياضي الدكتوركاظم العبادي الذي قال : توجد جملة من الامور الاساسية للسيطرة والحد من احداث الشغب قبل حدوثها او على الاقل عدم تكرارها في المستقبل اذ لاتوجد اية سيطرة على الجمهور ، بحيث بامكان اي شخص دخل ملاعب كرة القدم دون وجود اي معلومات ، وهذا خطأ كبير ممكن تلافيه حسب ما تتعبه معظم الدول المتحضرة وهو اعطاء المتفرج المعلومات الشخصية المتعلقة به خلال مرحلة شراء البطاقة ويتم ادخال هذه المعلمومات من اجل مراقبة الفئة المشاغبة من الجمهور وحرمناها من دخول الملاعب مستقبلا في حالة الخروج عن الذوق العام وتكرار الفعل .
واضاف : لم تعد عملية اعمار ملاعب كرة القدم في العالم تقتصر على ساحة كرة القدم والمدرجات والامورالمرتبطة بهما ، بل اصبح امر ادخال التكنلوجيا الى الملاعب مهم جدا ، ومن الامور البسيطة التي يجب اخذ النظر اليها عند بناء الملاعب هي جود نظام كاميرات مراقبة الجمهور طوال فترة المباراة وفي اي مكان من المدرجات ، بحيث بامكانها تشخيص المسيء ،ويتم تنبيه ، او حتى معاقبته ،اما قانونيا اومنعه من دخول الملاعب مستقبلا حسب درجة اساءته وتصرفاته .
وختم العبادي : يجب ان يقوم اتحاد الكرة بتشكيل لجنة محايدة تضع ضوابط ولائحة عقوبات واضحة حسب تصرفات درجة الاساءة يتم الاعلان عنها من اجل التعامل مع الاندية ومعاقبة المسيئين بصورة عادلة ، واعطائها الصلاحيات الكاملة في تحديد حجم العقوبات ،دون تدخل اعضاء الاتحاد في هذا الجانب لان قراراتهم قد تكون غير منصفة لانتماء بعض اعضائه الى اندية معينة ليحمي الاتحاد نفسه من الانتقادات وحتى يتمكن من فرض العدالة في الملاعب العراقية .
غياب القوانين
* سدير الشايع : يجب صياغة ظروف محددة بأطر واضحة يجد المشجع فيها حريته المنظبطة
وقال الصحفي الرياضي الزميل سدير الشايع : ان علامة فارقة تلك التي يحاول البعض صبغ المدرجات بها ، فبين ليلة وضحاها بتنا امام خيارات قاسية ومحاولات للإساءة لسمعة الكرة العراقية ،بل وتحاول اعطاء صفة جديدة للمدرجات العراقية والتي تحمل اهمية تاريخية قبل ان تكون رياضية باعتبارها جزء مهم من ثراث العراق الشعبي .
وتابع : يجب على الاسباب الكامنة ويجب ان نبحث عن الاساءة بحدودها العامة اولا ثم نتطرق لتعريف وتحديد نوعية وحجم الاساءة بصورة خاصة ففي كل مدرجات العالم هناك خصوصية للجماهير كون الترابط هو على صعيد نفسي ،وردات الفعل تكون مبررا وهذا الامر مفهوم عالمي اذ لايمكن تضييق الخناق على المشجع ليجلس كطالب المدرسة بدون اي حركة ، لكن الاطار الخاص الذي امتلكته الظواهر الجديدة خرج عن مألوف العرف التشجيعي من قبل فئة قليلة على المدرجات العراقية والذي اصبح تعامله بلغة التهديد والوعيد .
واستطرد الشايع : ان وصول الامر لمحاولات الاعتداء الجسدي العنيف وما يلحقه من اذى سيدخل ضمن نطاق الخطر على الحياة احيانا ،ويضاف لها الاساءة وتعمد الاهانة الشخصية المبتذلة للحكام والمدربين ، وهذا الامر بدأ يتصاعد وتزادد حدته ، وهنا ندخل في محور حديثنا بالأسباب والذي نقول بان غياب القوانين الخاصة بالشأن التشجيعي قد اتاحت الفرص للبعض لاستغلاله بصورة غير متعمدة ،فحالة الغضب اذا ما رافقها معرفة بعواقب اي تصرف مسيء سيكون بمثابة الردع لمثل هذه الحالات .
واشار : نقول دائما ان هذا هو شأن اتحاد الكرة اولا كونه الجهة الراعية للعمل الكروي وفي صياغة ظروف محددة بأطر واضحة يجد المشجع فيه حريته المنظبة , وهذا هو الطريق الأمثل للتخلص من هذه الأمور ،كون بقائها على حال واحد سيكون بمثابة جرس الانذار لأهل المستطيل الاخضر .
مرض فتاك
* احسان كريم ديبس : لم يكن بالحسبان أن تنتقل عدوى هذا المرض الفتاك لمدرجات ملاعبنا
من جهته قال الصحفي الرياضي الزميل احسان كريم ديبس : قد لايعد شغب الملاعب ظاهرة جيدة تطرأ على الملاعب العالمية ،انما ظاهرة صاحبت الرياضة منذ ردح من الدهر وبشكل خاص على مدرجات ملاعب كرة القدم صاحبة الرصيد الأكبر من الشعبية والجماهير ,ويعد الجمهور الانكليزي من اوائل مؤسسي هذه الظاهرة ،حتى سميت هذه الحالة (بالمرض البريطاني ) ولكن ما لم يكن بالحسبان ابدا ان تنتقل عدوى هذا المرض الفتاك لمدرجات ملاعبنا التي كانت تتميز حتى وقت قريب بالحضور الغفير للجماهير العراقية وهم يطربونا بالأهازيج الرائعة التي تتميز بجمالية كلماتها وسحر اشعارها ، وبدل ان نشاهد هذه اللوحة الزاهية ،بتنا اليوم امام حالة غريبة جدا ،اذ لايكاد دورينا أن يخلو من اعمال الشغب الخارجة عن اللياقة والروح الرياضية ,سواء كان ذلك في ملاعب بغداد ام المحافظات التي لاتصلح لاقامة مباراة كرة قدم اذ تفتقر لادنى مقومات الملاعب الصحيحة .
وزاد : ولعل اهم الأسباب التي تقف وراء هذه الحالة هي تراكمات السياسات السابقة للأنظمة الحاكمة ،وكذلك عدم امتلاك الذين يمارسونها لأدنى أنواع الثقافة التشجيعية والافتقار للروح الرياضية ،وربما لدى الكثير منهم مشاكل اقتصادية وأجتماعية فيحاولون تفريغها بافتعال الأزمات والشغب داخل الملاعب بحجة الاخلاص لفريقه وعشقه للاعبيه ، ومن الأسباب الأخرى التي ساعدت كثيرا في هذه الاعمال هي بعض الاقلام المتحيزة وغير الحيادية التي تثير الجماهير قبل المباراة و (يصبون الزيت على النار) وفي شخذ همم انصارهم بأثارة اعلامية مدفوع الثمن .
وختم : لطالما كتبنا في اكثر من حين ودعونا الجهات المسؤولة بغية اتخاذ التدابير اللازمة لوقف هذا السرطان الذي بات ينهش بالكرة العراقية وبملاعبها ويكاد يهلكها ويقتل آخر رمق فيها لذلك أصبح لزاما على الدولة وبالتنسيق مع اتحاد الكرة ان تصدر قرارات صارمة بحق جميع المشاغبين .
دور روابط المشجعين
* الحكم الدولي واثق محمد : يجب ان تكون لدى الجماهير الكروية مفاهيم علمية متطورة حول لعبة كرة القدم والالمام التام بقوانينها
وشدد الحكم الدولي واثق محمد :يجب على ان تكون لدى الجماهير الكروية مفاهيم علمية متطورة حول لعبة كرة القدم والالمام التام بكامل قوانيها التي وضعت بدقة متناهية كي تحمي كل حقوق الطرفين المتنافسين والتقبل النفسي لكل الاحتمالات الواردة في اية مواجهة ومهما بلغت اهميتها لدى المشجعين ويجب الايمان المطلق بحقيقة ان اية مباراة يجب ان تنتهي باحدى النتائج فاما الفوز او الخسارة او التعادل .
واستطرد : ان هنالك شريحة كبيرة من جمهورنا الكروي لاتتمع بالروح الرياضية مطلقا وغير مثقفة رياضيا وتفكر بأحتمال وحيد لفريقها وهو الفوز فقط ، واتمنى ان تأخذ روابط المشجعين وتفعل دورها في تثقيف الجماهير المنضوية تحت لوائها واجد حسب وجهة نظري ان لها كل الدور الفعال والاكيد في ابراز الوجه الحضاري لجمهور الكرة العراقية .
وختم : ان الحلول الناجعة للحد من انتشار هذه الظاهرة السلبية في الملاعب العراقية هي في تشريع قوانين صارمة لمعاقبة اي خارج عن العرف التشجيعي ،ويجب على ادارات الاندية ان تأخذ مواقف حاسمة مع المشجعين المسيئين لسمعة هذا النادي والعمل بشكل مكثف على تثقيف جماهيره .
قيم وأخلاق وحضارة
*اسامة نوري :الجماهير الرياضية العراقية مثالية جدا وتحمل في ثناياها حب وعشق كبير ليس له مثيل للعبة كرة القدم
وقال المدرب الكابتن اسامة نوري : ان ظاهرة الشغب لاتصب في روافد تطور الكرة العراقية وهي جديدة بشكل عام على كل الملاعب العراقية اذ ان الجماهير الرياضية العراقية مثالية جدا وتحمل في ثناياها حب وعشق كبير ليس له مثيل للعبة كرة القدم وتابع : لكن في الفترة المنصرمة طغت على السطح وظهرت في الملاعب خلال المباريات التي تمتاز بحضور جماهيري الامر الذي يولد شد عصبي وبالتالي يؤدي الى خروج البعض عن المالوف وترديد العبارات الجارحة والكلام الغير لائق ، بينما نحن كعراقيين نمثل قيم واخلاق وحضارة عريقة وهذا يصدر من بعض المحسوبين على جماهير الاندية الرياضية .
واشار : اعتقد ان الحلول جزء كبير يرتبط بدور روابط المشجعين في الاندية التي يجب عليها عدم السماح لهؤلاء النفر الضال من التواجد بين صفوفها في المباريات اما الجزء المرتبط بدور ادارات الاندية يجب ان تضع كل الوسائل المتاحة وعمل محاضرات توعية لجمهور النادي وتثقيفه رياضيا .
مشكلة حقيقية
*ابراهيم سالم :المخمورون وارء ولادة هذه الظاهرة التي باتت تؤثر عى جمالية ورونق كرة القدم
وادلى المدرب ابراهيم سالم برأيه وقال : انها احدى المشاكل الحقيقة التي تواجه الدوري العراقي وهي ظاهرة خطيرة وسلبية جدا , تؤثر على جمالية ورونق المباريات فضلا عن مساهمتها في تشتيت تركيز اللاعبين في مجريات المباريات .
واستطرد : ان كل الجماهير الكورية ترفض مثل هذه التصرفات التي هي دخيلة على كل مدرجات ملاعبنا العراقية لان من يقوم بأعمال الشغب هم فئة قليلة من المحسوبين على جماهير الفرق واغلبهم لايفقهون المعاني و الاهداف السامية لكرة القدم .
وختم سالم حديثه : يجب وضع مراقبة شديدة ومركزة كي يتم منع دخول المخمورين للملاعب , وهنا يبرز الدور الرقابي لروابط المشجعين سيما الجماهيرية منها التي يجب ان تاخذ على عاتقها توعية المشجعين من اصحاب الاعمار الصغيرة وغرز حقيقة ان كرة القدم هي فوز وخسارة وحلاوتها بالتنافس ،فضلا عن تفعيل دور السلطات الامنية بحماية الطواقم التحكيمية وتوفير كل ما من شانه ان يكون عوامل مساعدة وارض خصبة لاقامة دوري كرة قدم مثالي وهذا يكون بالتنسيق بين اتحاد الكرة وامن الملاعب ومثل ماهو معمول به بكل ملاعب الكرة العالمية .
قوة المنافسة
صفاء كاظم : المعالجات تبدأ أساسا من الروابط التشجيعية لهذه الفرق ويجب اختيار قيادات حكيمة تقودها .
وقفتنا الاخيرة كانت مع المدرب صفاء كاظم الذي بين : ان قوة المنافسة بين الفرق في النخبة بنسخته الحالية لها جملة من النواحي الايجابية والسلبية لهذا اصبح الشحن والتنافس كبير بين جماهير تلك الفرق وهذه ايجابية فكلما كان الدوري قوي وقدمت الفرق مستويات فنية متصاعدة سيصب في صالح منتخباتنا الوطنية .
واضاف : ان هناك اكثر من فريق دخل المنافسة على مراكز المقدمة وفرق اخرى مهددة بالهبوط لدوري المظاليم ، فلذلك قد تفقد بعض الجماهير سيطرتها على اعصابها ومشاعرها فاخذت تميل الى الضغط على الطواقم التحكيمية وادرات الاندية وفرقها بغية تحقيق نتائج ايجابية والخروج من عنق الزجاجة وهذا يولد العنف في الملاعب فضلا ان اغلب الملاعب غير محصنة بتاتا وهو سبب رئيسي للتجاوزات بالتصرف واللفظ على الفريق المنافس والحكام .
وختم : ان الحلول والمعالجات تبدأ اساسا من الروابط التشجعية لهذه الفرق التي يجب اختيار قيادات حكيمة تقود المشجعين بالاضافة الى تشكيل لجان متخصصة في الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم تقم بدور حيوي ومهم في الجانب التثقيفي للجماهير من خلال البوسترات والاعلانات في القنوات المرئية والمسموعة والمقروءة .