النجف نيوز – المحقق كونان … وكشف المفسدين
النجف نيوز
النجف نيوز/ كتب – ياسر محمد
كثيرا ما يُراودني اسم المحقق كونان وأن كان مزيف ودمى تتحرك في التلفاز ليكون المنقذ للعراقيين وليكشف المفسدين الذي سرقوا اموال وقوت الشعب العراقي ومعرفة من تواطئ وعمل معهم ليصل الى اظهار الحقائق ويكشفها امام الملئ , فحقاً عادت ورجعت بي الذاكرة الى ايام مشاهدة هذا المسلسل الكارتوني وانا لم اكن صغيراً لكن حلقاته تشُدني لمتابعته مع من كان اقل مني سناً من اقاربي , وانا اشاهد المسلسل الكارتوني (المحقق كونان) هذه الشخصية الصغيرة بحجمها لكنها كبيرة بتفكيرها وتحليلها وتخطيطها واستنتاجاتها لجميع امور الحياة التي تحصل سواء كانت جريمة قتل او عملية سطو مسلح او سرقة بنك او اي عملية اخرى فيعمل على اجراء التحري بسرعة قصوى وجمع المعلومات والادلة والبراهين حتى يصل الى المنفذ الحقيقي ومن الجميل انه لا يظهر بشكل علني بل يعلن النتيجة عن طريقة ذكية جداً لأنه صغير وان عمه محامي فيعمل على تخدير عمه ويتكلم بصوت عمه المسجى على الارض , مع انه مسلسل كارتوني لكنه يعطي دروس عالية جدا في عمليات التحري والوصول الى الحقائق وكشفها , فكنت اتمنى ان تكون هذه الشخصية هي حقيقية لكي نستعين به لكشف الحقائق التي تجري على ارض الواقع من سرقة المال العام والاختلاسات وطبيعة المزايدات السياسية وتشخيص المفسدين الذي نهبوا قوت الفقراء والمساكين , أموال طائلة وموازنات عامة سنوية تصل إلى ملايين الدولارات فترتعد فرائصك حينما تسمع بها , مبالغ لا تستطيع أن تحصيها لكثرة عددها ارقام مخيفة لا نعلم من هو المسؤول ومن نحاسب والى من نشتكي وعلى من نعول ونحن نرى ميزانية العراق بعد عام 2003 قد انفجرت بشكل كبير لتصل الى مئات المليارات من الدولارات ولا نعلم أين ذهبت فلو اعطيت هذا الاموال الى شركة غربية وطلب منها ان تعمل بلداً متكامل من البنى التحتية لفعلت لكن هنا في العراق قد تبخرت وتلاشت هذه الاموال ادراج الرياح لتكون أول حجر نحو مستقبل قريب اكثر ظلمة على جميع العراقيين , فما كثرة المفسدون من السياسيين الذين ينخرون في جسد هذه الدولة وهم يسرقون قوت الفقراء فبدل أن تكون هذه الأموال هي مشاريع عمرانية وبنى تحتية وراتب للمتقاعدين والفقراء والأرامل والأيتام تذهب إلى بطونهم التي ستلتهب يوما ما . شعبٌ يعاني من الفقر والجوع والسكن والكهرباء شعبٌ في حالة احتضار وفي طريقة إلى الهاوية , أموال هربت وسرق أمام أنظار العراقيين وفساد ادري مستشري والبرلمان عاجز على المتابعة والمراقبة وحكومة تُراوح في مكانها بسبب أصحاب النفوس الضعيفة الذين يعبثون في الأرض فساداً ويسرقون أموال العراقيين الأبرياء من دون خوف ومحاسبة فكفاكم جشعا وطمعا في قوت أبناءكم ونساءكم وشبابكم وشيوخكم.