النجف نيوز – نحر الأضاحي أول طقوس عيد الأضحى
تهيئة الأماكن السياحية والترفيهية قبل حلول العيد
بغداد: رلى واثق ـ عذراء جمعة
تباينت آراء المواطنين في قضاء عطلة ايام عيد الاضحى المبارك بين البقاء في المنزل والذهاب لزيارة الاهل والاقارب والتنزه او السفر خارج العراق او احدى المحافظات الشمالية، ان العمليات الارهابية التي تستهدف المواطنين ايام الاعياد والمناسبات اسهمت في تخوف العوائل البغدادية من التمتع بهذه الايام والابتعاد قدر الامكان عن التجمعات في اماكن محددة.
المنزل ملاذا
المواطن حسين علي (42) عاما ذكر بأن الاجراءات الامنية التي تفرض خلال ايام العيد مشددة جدا، ما يضطرنا الى الاقتصار على زيارة الاقارب وقضاء باقي الايام في المنزل.واضاف غالبا ماتزداد التهديدات الارهابية ايام الاعياد والمناسبات، ولكنها لاتثني ابناء الشعب العراقي في جميع المناطق من التمتع بالحياة واحيانا ارتياد المتنزهات والمناطق السياحية في بغداد وابرزها متنزه الزوراء وبحيرة الجادرية.
وزاد في الفترة الاخيرة شهدت المناطق السياحية خلال أيام العيد توفير خدمات متميزة من قبل امانة بغداد وهيئة السياحة ووزارة النقل التي وفرت وسائل النقل، فضلا عن فتح ابواب المناطق السياحية على مصراعيها طوال ايام العيد دون حصول اي تلكؤ اوارباك في عمليات الدخول اوالاصطفاف في طوابير الالعاب الخاصة بتلك المتنزهات، داعياً الامانة وهيئة السياحة الى ضرورة زيادة المناطق السياحية في مدينة بغداد لاحتضان الكم الهائل من المواطنين الذين يفضلون قضاء ايام العطل والاعياد في مدينة بغداد.
البيت هو المكان المناسب لبعض العوائل ومنها عائلة المواطن عبد الرحيم محمد(33) عاما الذي اعتاد ان يقضي العيد في المنزل لاستقبال المهنئين من الاقارب والاصدقاء، عازياً بقاءه في المنزل الى التشديد الامني وقطع الكثير من الطرق الحيوية قبل العيد واثنائه.
والمح يفترض ان تكون المتنزهات والمناطق السياحية والـ”مولات” والحدائق والمطاعم هي ملاذ المواطنين خلال ايام العيد، لكن الزحام الحاصل في الشارع جراء كثرة السيارات، والاوضاع الامنية اسهما في مكوث العوائل في المنزل .
السفر حلا
سمير محمد (32)عاما اتخذت وعائلتي نهجا باللجوء الى اعتماد الشركات السياحية مع اي عطلة طويلة تعلن خلال السنة بالذهاب الى كردستان او احد البلدان كتركيا وجورجيا، اذ لاتوجد اماكن ترفيهية مناسبة وان وجدت فهي قليلة لاتتناسب مع الزيادة الحاصلة في اعداد السكان، فضلا عن انتهاز قوى الارهاب فرصتهم خلال هذه المناسبات لزيادة التفجيرات والعمليات الاجرامية بحق المواطنين العزل.واضافت سهى جبار(29)عاما قررت عائلتي قضاء عطلة العيد في السليمانية لما تمتاز به من جمال الطبيعة وتوفر مناطق سياحية كثيرة، فبدأ اخي الذي يسكن هناك منذ الان بالتهيئة لاقامة السفرات، فضلا عن زيارة المولات والاسواق الكثيرة، متمنية ان يعم الامان والاستقرار في باقي محافظات العراق اسوة بكردستان.
وتساءلت لماذا لاتقام مثل تلك المتنزهات والنوادي في بغداد؟، فهناك مساحات واسعة ممكن استغلالها تعود بالمردود المادي للبلد، فضلا عن مناظرها الجميلة اذا مازرعت بأنواع مختلفة من الاشجار ووضع الانارة المناسبة وتوفير الخدمات البسيطة التي تستقطب المواطنين.
ولفتت النظر الى ان المحافظات الشمالية تستقطب السياح من العرب والاجانب لجمال الطبيعة ونظافة شوارعها وتوفير الخدمات والمتنزهات، فأينما نذهب نصادف العرب في طريقنا.
وبين اسامة قاسم(20)عاما تتلخص ايام العيد في بالتنزه بصحبة رفاقي والتنقل بين (الكوفي شوب) وأحد المطاعم التي يختارها احدنا، لعدم وجود مايلبي طموحنا من متنزهات واماكن مناسبة لشريحة
الشباب.
العيد والمدارس
وافاد علي ماجد(35)عاما ان التنزه في العيد يتطلب الكثير من الاموال، فالذهاب الى مدينة الالعاب يكلف مبلغا باهظا بالنسبة لي، اذ ان ابسط لعبة للاطفال يتجاوز سعرها الفي دينار، بالاضافة الى المرطبات والمأكولات وغيرها، متطرقا الى الملابس الجديدة التي اثقلت كاهلنا، لاسيما ان العيد جاء متزامنا مع بدء العام الدراسي الذي تطلب توفير ملابس وقرطاسية وغيرها، مايحدو بنا الى تقليص ايام التنزه.الى ذلك قالت الحاجة ام محمد (71)عاما مازال العيد يحظى بمكانة خاصة في نفوس العراقيين فمهما مضى الزمن لدينا طقوس لاتتغير في هذه الايام التي تسبق العيد اذ يجتمعن نساء العائلة لتنظيف المنزل واعداد (الكليجة)التي تعد الطبق المميز في العيد والكيك وبعض انواع الحلويات المنزلية، ولعيد الاضحى نكهة مميزة لوقفة الحجاج في عرفة والدعاء والتكبير الذي يرددونه صباح اول ايام العيد وزيارة الاقارب والجيران التي لاتنقطع على مدى اربعة ايام، ولاينقصنا سوى تحسن الوضع الامني.
وقال مصطفى عمار(10) سنوات انتظر العيد بفارغ الصبر، ففيه اذهب مع عائلتي لزيارة الاقارب واتمتع برؤية اصدقائي واللعب معهم، فضلا عن الحصول على العيديات لشراء بعض الالعاب والحلويات التي نرغب.
خطة امنية
تضع القوات الامنية المتمثلة بقيادة عمليات بغداد والجهات الساندة لها خطة امنية خاصة بايام العيد حفاظا على سلامة المواطنين لمنع استهدافهم من قبل المجاميع الارهابية التي غالبا ما تستغل تجمعات المواطنين سواء في الاماكن الترفيهية والمتنزهات والحدائق العامة والاسواق والمطاعم، وتشمل هذه الخطة حماية الاماكن الترفيهية الموجودة في بغداد الحكومية منها والاهلية والطرق المؤدية الى هذه الاماكن ومنع حدوث الازدحامات المرورية اضافة الى تعاون الوزارات الخدمية مع القيادات الامنية لتوفير افضل الخدمات الى المواطنين ومنع استهدافهم .
جهات ساندة
من المتعارف في كل عيد يبقى هناك عدد من الجهات الخدمية والساندة الى المواطنين تترك عطلة العيد لتتوجه الى عملها لمساندة ومعاونة ومساعدة المواطنين في العيد وهم كثر مثل العاملين في قطاع الصحة من اطباء وممرضين وصيادلة وموظفين نظرا لاستمرار عمل المستشفيات الحكومية والاهلية والمراكز الصحية والعيادات الطبية طيلة ايام العيد لتقديم خدماتهم الى المواطنين الذين يتعرضون الى الاصابة بالامراض او احدى الحالات الطارئة، كذلك العاملون في مديريات الجيش والشرطة والمرور والاطفاء والعاملين في الاماكن الترفيهية لان كل هذه الاماكن تبقى مفتوحة في العيد وتقدم خدماتها الى المواطنين والكل يقدم خدماته الى المواطنين وفقا لطبيعة عمله.
عمل متواصل
تتأهب المطاعم ومحال الحلويات والايس كريم قبل العيد بأيام للعمل بشكل متواصل طيلة ايام العيد لانها من المحال التي يرتادها الشباب والعوائل طيلة ايام العيد وذلك بتناولها في اماكن المحال فيحدث زخم كبير على مقاعد الجلوس وتأخير في توفير طلبات الزبائن اضافة الى طلب هذه المأكولات من دون الجلوس في المحال (السفري ) وتبدع ادارات المطاعم في مناسبات الاعياد لتقديم الافضل والجديد من اجل المنافسة وكسب اكبر عدد ممكن من الزبائن ايام العيد وما بعدها .
عيد الأضاحي
ان ما يميز عيد الاضحى المبارك عن بقية الاعياد هو كثرة الاضاحي التي تنحر من قبل المسلمين كأضاحٍ على ارواح الموتى، وفي كل عام مع قرب حلول عيد الاضحى ترتفع اسعار المواشي بكل انواعها من الاغنام والابقار والعجول للطلب المتزايد على الاضاحي وخاصة خلال السنوات الاخيرة لتزايد اعداد الموتى في العراق نتيجة الاعمال الارهابية التي يتعرض لها البلد، وللتعرف على الاستعدادات التي يقوم بها القصابون لتحقيق متطلبات المسلمين في نحر الاضاحي لهم خلال ايام العيد الاربعة قال محمد القصاب ( صاحب مزرعة لتربية المواشي ومحل لبيع مختلف انواع اللحوم)في بغداد :
كل عام بعد انتهاء شهر محرم الحرام تبدأ تهيئتنا السنوية لموسم الاضاحي من الاغنام والابقار والعجول للاهتمام بها وزيادة عددها والحفاظ عليها من الامراض والهلاك وفحصها بشكل دوري من قبل الطبيب البيطري اضافة الى متابعتها ورقابتها من قبل دائرة البيطرة، ونبدأ بعرض المواشي قبل (15) يوما من حلول عيد الاضحى لان هناك عددا من المواطنين يفضلون شراءها قبل العيد وتحدث زيادة عن اسعارها في الايام العادية بحوالي (50 الف دينار الى 100 ألف دينار ) اذ يتراوح سعر الخروف من (250 دينار الى 350 الف دينار) اما العجول فيكون سعرها بين المليون وربع المليون الى المليون ونصف المليون دينار هذا ما يخص المواشي العراقية والتي يفضلها المواطن العراقي عن بقية الاغنام التي تستورد من سوريا وايـــــران وكذلــك العجول المستوردة من استراليا وتركيا والتي تكــــون اسعارها اقل من المواشي العراقية.
واوضح القصاب ان اسعارنا اقل من السوق بأربعة الاف دينار للكيلو الواحد لكون مواشينا من حقولنا، وهناك عدد من الاسباب التي تزيد اسعار اللحوم خلال عيد الاضحى هو جشع القصابين وبحثهم عن الربح السريع والذي يشجعهم على ذلك كثرة الطلب عاما بعد عاما وخاصة بعد عام 2005 والى الان وانتشار الدخلاء على المهنة خاصة ايام العيد والذين لا يجيدون طريقة النحر الصحيحة ولا الاصول الشرعية للتعامل مع الاضحية، منوها الى ان هذا العام استغربنا ظهور بعض الشركات التي تعلن من خلال وسائل الاعلام الى بيع الاضحية بمبلغ (90 دولاراً) فقط وعلى من يرغب الاتصال بهم ودفع المبلغ وهم من يقومون بعملية النحر والتوزيعّ!.
واضاف القصاب الى ان كثيرا من المواطنين لا يعرفون كيفية اختيار الاضحية الجيدة فيتركون امر الاختيار للافضل علينا ودائما ننصحهم اضافة الى قراءة الايات الخاصة بنحر الاضحية وكيفية تقسيمها بين الفقراء والاقارب ونبدأ من الساعة الثالثة ليلا الى الثانية ظهرا بعمليات النحر خلال ايام العيد حتى نلبي حاجة اكبر عدد من طلبات المواطنين.
الصباح