النجف نيوز – «معرض ملكي» يعيد العراقيين الى حقبة {الزمن الجميل}

نوفمبر 19, 2012
93

يستعرض لمحات موجزة وخاطفة عن مرحلة امتدت 40 عاما

أعاد “معرض العائلة المالكة” الذي افتتح الجمعة في بغداد الى ذاكرة العراقيين وأذهانهم حقبة من “الزمن الجميل” عندما كانت البلاد تخضع لنظام حكم ملكي امتد 37 سنة.وضم المعرض الذي يستمر سبعة أيام وهو الأول من نوعه في تاريخ العراق، مقتنيات تعود الى العائلة المالكة توزعت في باحة وغرف مبنى تاريخي في شارع المتنبي يعود إنشاؤه الى العهد العثماني ويتخذه المركز الثقافي البغدادي مقرا له.وسلطت هذه المقتنيات ومن بينها عربات وسيارتان، الضوء على أسلوب حياة العائلة الملكية وعلى رأسها الملك فيصل الثاني الذي قتل في تموز 1958 مع أفراد أسرته على أيدي ضباط “ثورة 14 تموز”.ويقول شاكر كمر المولود عام 1937 والذي يعتبر أحد أقدم سائقي حافلات نقل الركاب في بغداد “يعيد هذا المعرض الى الأذهان فترة زمنية جميلة كانت فيها الحياة هادئة على الرغم من كل شيء”.واحتشد المئات من زوار المعرض منبهرين حول ساحة مكشوفة داخل مبنى المركز الثقافي لمشاهدة سيارتين، إحداهما أهداها أدولف هتلر الى الملك غازي الذي توفي عام 1939 بحادث اصطدام غريب، وهي سيارة من نوع مرسيدس يعود تاريخ صنعها الى العام 1936.ولم يصنع من هذه السيارة الخارقة في شكلها الخارجي والتي تبدو وكأنها صنعت حديثا، سوى ثلاث نسخ، الأولى لهتلر والثانية للملك غازي والثالثة للايطالي بينيتو موسوليني. أما السيارة الثانية فهي من نوع رولز رويس أهداها الى الملك غازي تاجر بغدادي معروف يدعى محمود البنية.وعرضت في الباحة الخارجية أيضا عربتان ملكيتان كان الملك فيصل الثاني (1935- 1958) يستخدمهما في نزهاته، وقد صنعتا في انكلترا وأرسلتا الى العائلة الملكية العراقية كهدية من القصر الملكي في بريطانيا.والعربتان مصنوعتان من الخشب ومصممتان لتسحبهما الخيول، ولكل منهما أربعة اطارات خشبية كبيرة مغلفة بالمطاط، ومقاعد من القماش الأحمر.ويرى الإعلامي والخبير في شؤون التاريخ والتراث عادل العرداوي ان هذا المعرض “يعطي للمشاهد والزائر لمحات موجزة وخاطفة عن مرحلة مهمة من مراحل تاريخ العراق الحديث امتدت ما يقارب 40 عاما”.ويتابع العرداوي ان “الاسرة المالكة ظلمت كثيرا، والمعرض اماط اللثام عن كل التفاصيل الحياتية التي عاشتها هذه الأسرة بتواضعها وبساطتها قياسا للظروف المعيشية آنذاك وخصوصا انها كانت عائلة متقشفة مثلما تظهر الصور”.وقتل افراد العائلة المالكة صبيحة 14 تموز 1958 بعدما طوق جنود وضباط الانقلاب العسكري الذي قاده عبد الكريم قاسم قصر الرحاب في بغداد، قبل ان يعدموا افراد الاسرة الذين كانوا يستعدون لمغادرة البلاد.

وتوزعت على أرجاء المعرض مئات الصور القديمة والنادرة التي تعرض للمرة الأولى وتتناول جوانب مختلفة من حياة الأسرة المالكة وتحديدا الملك فيصل الثاني.

وبعض هذه الصور هي مقتنيات تعود إلى أسر عاشت تفاصيل الفترة الملكية في العراق، فيما استقدم بعضها الآخر من الاردن ومن بينها صور تعود إلى رئيس اركان الجيش ووزير الدفاع في العهد الملكي غازي الداغستاني وتملكها ابنته تمارا.وتناولت تلك الصور خصوصا العلاقة ما بين الملك فيصل الثاني، وكذلك والده الملك غازي، مع أبناء الشعب العراقي ولقاءاتهما مع المواطنين والشخصيات السياسية والمراجع الدينية.ومن بين المعروضات دراجة برمائية ودراجة هوائية بمقعدين تعودان الى الملك فيصل الثاني الذي تولى العرش عندما كان في الرابعة عشرة من عمره، ولهذا تم تعيين خاله الامير عبد الإله وصيا على العرش حتى بلغ الثمانية عشر في ايار 1953.وقال أحد زوار المعرض وهو رجل سبعيني فضل عدم الكشف عن اسمه “في اليوم الذي توج فيه الملك فيصل الثاني ملكا على العراق، أتذكر أنه تجول في منطقتنا الكسرة وهو يستقل إحدى هاتين العربتين الملكيتين المعروضتين هنا، وأتذكر جيدا انه كان يقدم إلينا النقود بمناسبة تتويجه”.واضاف “ما زالت صورته ماثلة في مخيلتي. كان إنسانا بسيطا ومتواضعا ويحب الناس ويتحدث اليهم”.وفي قاعة كبيرة في الطابق العلوي من المبنى، عرضت مقتنيات أخرى من بينها خزانة خشبية خاصة بالملك غازي يعلوها التاج الملكي تضم أواني فضية وزجاجية ثمينة وأقداحا طبعت عليها رسوم للعائلة الملكية.وعرض في القاعة ايضا تمثال نصفي مصنوع من البرونز للملك فيصل الأول، ولوحات رسمت بخط الملك فيصل الثاني وفيها نماذج لسيارات وطائرات بدائية، فضلا عن تمثال نصفي له.وأقيم على هامش الحدث معرض للصور الفوتوغرافية نظمه اتحاد المصورين العرب فرع العراق وضم 80 صورة تحاكي بعضها مباني تاريخية يعود إنشاؤها الى فترة الحكم الملكي، بحسب نائب رئيس الاتحاد صباح عرار.ويقول استاذ الاعلام في جامعة بغداد علي الطليباوي إن “العراقيين يحنون دائما الى الماضي نظرا الى ظروف الوقت الحاضر، لا الماضي القريب بل الماضي البعيد المتمثل بالملكية في العراق”.

التصنيفات : ارشيف الاخبار
استضافة وتصميم: شركة المرام للدعاية والاعلان