النجف نيوز – بعد ان ضاع التتويج..أليس من حقنا ان نعرف؟
بقلم:احمد رزج – صحفي عراقي
انهى الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ جدال الشارع النجفي حول تأجيل او الغاء تتويج النجف عاصمة للثقافة الاسلامية عام 2012 عندما اكد ان الحكومة قررت تأجيل المشروع لعام 2020 أي بمعنى اخر الغاء التتويج لعام 2012، ومع ان الدباغ لم يعلن في بيانه اسباب هذا التأجيل الذي كان بطعم الالغاء، الا ان جولة بسيطة في النجف الاشرف اليوم تجيبك بدقة عن اسباب هذا القرار … وهو ان المدينة الى الان غير مستعدة لاحتضان هكذا فعالية دولية تحضرها اكثر من 57 دولة اسلامية.
فمشاريع البنى التحتية الاساسية التي اعلنت وزارة الثقافة والحكومة المحلية تنفيذها استعدادا للتتويج كقصر الثقافة والطرق الرئيسية المؤدية له واعمال تأهيل المدينة القديمة والفنادق لم تكتمل حتى هذه اللحظة وبالتالي من الاستحالة اقامة أي فعاليات او مهرجانات دون تواجد هكذا بنى تحتية مكتملة.
اما بخصوص الفعاليات الثقافية فقد اثبتت التجارب ان اللجان المشكلة كانت تعاني ايضا من خلل كبير في اعمالها بهذا الخصوص حيث لم نسجل خلال عام 2011، والذي شهد اقامة العديد من المؤتمرات والمهرجانات الاستعدادية للاحتفال بالنجف عاصمة للثقافة الاسلامية 2012، لم نشهد اقامة أي مؤتمر او مهرجان ناجح على المستوى الدولي والذي يمكن ان يكون انطلاقة لمهرجانات ومؤتمرات تظهر للعالم الاسلامي حقيقة وتاريخ النجف ودورها المحوري في العالم الاسلامي.
بل كانت هذه المهرجانات والمؤتمرات عبارة عن لقاءات ودية تبدأ بكلمات ترحيب وتنتهي بجلسة غداء او عشاء في احد مطاعم النجف الفاخرة فكانت صورة من صور تبديد اموال المشروع ولم يستفد الواقع الثقافي والفكري للمدينة منها شيئا، بل ان المستفيد الاكبر من هذه المهرجانات هم اصحاب المطاعم في النجف واصحاب الفنادق والمطابع لا اكثر.
واليوم وقد اضعنا فرصة تقديم النجف الاشرف للعالم الاسلامي على طبق من ذهب على انها عاصمة للثقافة الاسلامية قد اضعناه بسوء تخطيط البعض وتصديهم لامور لايملكون أي خبرة في مجال تنفيذها، بل سال لعابهم للمليارات المخصصة للمشروع.
بعد كل هذا اليس من حق النجف، اليس من حق المرجعية الدينية، اليس من حق الحوزة العلمية، اليس من حق مفكري النجف، اليس من حق النجفيين جميعا ان تنكشف لهم الحقائق ليعرفوا من يتحمل مسؤولية ضياع هذه الفرصة التاريخية وكيف يمكن لنا محاسبتهم.
وسؤالي لكل من تصدى وقاد العمل في هذا المشروع، هل نمتلك الشجاعة بان تعترف بتقصيرك وخطأك تجاه مدينتك