النجف نيوز – الذي حدث في النجف قراءتين متداخلتين

يونيو 2, 2012
75

النجف نيوز/بقلم -حيدر عبد الله الزركاني

قلنا في وقت سابق إن الأجهزة الأمنية غير قادرة على مسك زمام الأمور ، و إن المبادرة مازالت بيد الإرهاب. الذي يستطيع إن ينفذ عملياته على أهداف مختارة بإتقان، لحظة يشاء ،عبر خلايا نائمة. فيما تضل الأجهزة الأمنية لا تملك  إلا ردود أفعال غالبا ما تضعفها الصراعات السياسية.

 ما حدث في النجف  ،خلال الأيام القليلة الماضية ،من استهداف لمكاتب المرجعيات الدينية . في محافظة تمتعت ولفترة طويلة باستقرار سياسي وامني،جعلها بمأمن من الخروقات الأمنية ،التي تسببها الأزمة السياسية المتكررة في مركز. والتي تطال في غالب الأحيان محافظات عراقية مختلفة .

 يمكن قراءتها عبر قراءتين متداخلتين، تتمثل أولهما، في الإعلان عن وجود خلايا إرهابية نائمة ،وقادرة على العمل في المحافظة،ضمن منطقة من المفترض أنها محصنة امنيا.لتقول إن تحصيناتكم يمكن اختراقها،وأننا نستطيع الوصول إلى قلب هذه التحصينات لنفعل ما نريد .   وان هذه المجاميع قادرة على اختيار اللحظة المناسبة لتنفيذ إعمالها الإرهابية.

مما يعني إن الأجهزة الاستخبارية نائمة في العسل ،كما يقول المثل،وإنها تقدم معلومات مضلله للقيادات المسؤوله عن حماية المواطن. فلا تستطيع منع وقوع مثل هذه الاعتداءات. أو أنها غير مبالية  لأنها لا تتعامل مع المعلومات التي يقدمها المواطنون بجدية  فتخلق جوا من عدم الثقة بها .

ما القراءة الثانية تقول:إن استخدام العبوات الصوتية، بالتزامن مع الإعلان عبر وسائل الإعلام عن تقليص حماية المرجعيات الدينية، من قبل رئيس الوزراء خلال زيارته الأخيرة إلى المحافظة .ودون ان توقع ضحايا .انما هو بمثابة التحذير، الموجهة لهذه المرجعيات والشخصيات في خضم الأزمة السياسية المتصاعدة ،وعزوف هذه المرجعية التدخل لحلها،مع عدم قدرة القوة السياسية على إيجاد الطرق المناسبة والصحيحة للخروج منها .وهي في الحقيقة تمثل رسالة قوية وخطيرة.وهو ما يفسر الصمت الحكومي اتجاه هذه الاستهداف . إما وجه التداخل بين القراءتين يتمثل في قدرة القوة الإرهابية في استغلال هذا الموقف لتوجيه رسائل عن قدرتها على خرق الأمن وإثارة الأوضاع في المحافظة وهذا ما نرجحه .

التصنيفات : ارشيف الاخبار
استضافة وتصميم: شركة المرام للدعاية والاعلان