النجف نيوز – أسباب عديدة وراء تدني نتائج المرحلة المتوسطة
من بينها تغيير المناهج المتكرر وصعوبتها
بغداد/ رلى واثق – تصوير/ نهاد العزاوي
بعد تسلم نتيجتها صدمت نرجس الطالبة في الصف الثالث المتوسط بدرجاتها التي لم تكن تتوقعها، إذ اختلفت تقديراتها عن الدرجات التي حصلت عليها بما يقارب 20 درجة، وتقول الطالبة الحزينة:
“على الرغم من نجاحي إلا أن ماحصلت عليه لا يوازي طموحي وحتى جهودي التي بذلتها طوال العام الدراسي، خاصة وان الامتحانات كانت خلال شهر رمضان، لم يسعني الا ان قدمت اعتراضا على أربعة دروس منها وأتمنى أن يكون هناك خطأ لأعيد ثقتي بالدراسة وبالتصحيح”.
وتضيف نرجس بأنني”اصبت بالاحباط في هذه المرحلة، فكيف هو الحال بالسادس الاعدادي؟؟، لم يكن هذا رأيي فقط بل هو رأي الجميع من الناجحين والراسبين، وهذا لايمنع ان هناك بعض الطلبة غير جديين في دراستهم الا ان ماحصل استهدف الجميع بضمنهم المجتهد”.
لم تكن الاسئلة خارج المنهج باعتراف الجميع الا انها كانت مركزة واعترض الطلبة على التصحيح الذي اعتبروه استهدافا لهم، في الوقت الذي كان لا بد من تقديم التسهيلات نتيجة صعوبة المناهج الدراسية وتغييرها باستمرار، والظروف الطبيعية وغير الطبيعية التي رافقت
الامتحان.
صعوبة المناهج
رئيس لجنة التربية والتعليم في مجلس محافظة بغداد علي العيثاوي بين بأننا” كلجنة تربية عملنا على تشخيص الخلل الذي حصل في تدني نتائج مرحلة الثالث المتوسط وأولها يكمن في صعوبة المناهج التي وضعتها وزارة التربية مع انعدام توفر البيئة المناسبة والواقعية بحسب ما تم تحديدها من قبل منظمة اليونسكو، والتي تتلخص في عدم اكتظاظ الصف الواحد بالطلبة، اذ اشترطت ألا يزيد عدد الطلبة في كل منها عن 25 طالبا والذي يعد خللا كبيرا يضمن عدم ايصال المنهج للطلبة بصورة صحيحة، بالاضافة الى ساعات التدريس التي يجب ألا تقل عن ست ساعات ونحن نعاني من دوام ثلاثي في بعض المدارس وبذلك لا يتحقق اكثر من ساعتين للدراسة، لكن وزارة التربية تجاوزت هذا الموضوع وغيرت المناهج من دون الالتزام بالاسس، هذا مع نقص الملاكات التدريسية الذي انعكس سلبا على الطلبة في عموم العراق”.
ويضيف العيثاوي بأننا” كي نتجاوز هذه الازمة خلال الاعوام الدراسية المقبلة لابد من تدخل اساسي من قبل مجلس الوزراء والحكومة، اذ لا يمكن ان تحل من قبل الحكومات المحلية وذلك لاطلاق تخصيصات العمل التربوي” متوقعا “ان العام الدراسي المقبل سيكون الأسوأ من الماضي نتيجة لزيادة اعداد الطلبة يقابلها نقص في الابنية المدرسية مع خروج عدد آخر منها من الخدمة كونها آيلة للسقوط”.
ويتابع العيثاوي أن”رئاسة الوزراء اطلقت حملة تربوية، ولكن لم يتم تخصيص مبالغ لها حتى الان ولم تحصل المحافظات على مبالغ كونها هي الجهة الفنية المعنية بالبناء، هذا وان لدينا حتى الان 500 مشروع متلكئ بسبب إيقاف الصرف من قبل مجلس الوزراء بقرار تحويل التخصيصات المالية لمشاريع الماء والصرف الصحي هاملين بذلك المشاريع التربوية والصحية”.
تقصير الطلبة
المتحدث باسم وزارة التربية سرمد سلام يرى”ان نتائج الطلبة لهذا العام افضل من الاعوام السابقة، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في الطلبة انفسهم الذين لم يستعدوا جيدا للامتحان، وهم ذاتهم الذين اعترضوا على نتائج الامتحان، مع انشغال الغالبية منهم ببرامج الشبكات العنكبوتية والهواتف النقالة”.
ويستطرد سلام “ان الكوادر التدريسية في جميع المدارس ادت واجبها على اتم وجه خلال العام الدراسي وبإشراف مشرفين تربويين، هذا مع احالة العديد من المدرسين الخصوصيين الى المساءلة والتحقيق معهم، ونستطيع القول إن العوائل التي لم يدرس ابناؤها ولم يحصلوا على نتائج مرضية هم من علت اصواتهم وهم من يضغطون على وسائل الاعلام للهجوم على وزارة التربية”.
ويوضح سلام أنه”لم تحدد حتى الان نسبة النجاح للمرحلة المتوسطة ونحن بانتظار نتائج الاعتراضات التي قدمها الكثير من الطلبة، والتي اعتقد ان مايقارب من 99 بالمئة منها ستكون مطابقة، فالخلل بالطلبة الذين لم يدرسوا بجد، اذ ان طبيعة الاسئلة كانت مألوفة ومن ضمن المنهج المقرر بحسب توصيات وزير التربية الدكتور محمد اقبال الصيدلي، باستثناء درس الرياضيات الذي شهد تغييرا في الارقام فقط لتمييز الطلبة، مؤكدا ان ماحدث ويحدث هو استهداف شرس لوزارة التربية”.
استكمال المناهج
عضو مفوضية حقوق الانسان الدكتور انس العزاوي يعزي اسباب تدني نتائج امتحانات المرحلة المتوسطة الى : “بالرغم من ان الاسئلة الامتحانية كانت ضمن المنهج المقرر الا ان من الواضح اغلب المدارس لم تستكمل المنهاج المقرر والغالبية العظمى بدأوا يلجؤون الى الدروس الخصوصية وبالتالي فقدوا الكثير من المزايا التي من الممكن ان تكون رئيسية في وضع الاسئلة، هذا وان اللجنة الوزارية التي وضعت الاسئلة لم تضع في نظر الاعتبار اذا كانت المدارس الرسمية المعتمدة من قبل وزارة التربية استكملت المناهج ام لا، وعليه جاءت اغلب الاسئلة غير مطابقة مع توجهات الطلبة، لذلك شاهدنا حالات
التأجيل والرسوب”.
ويضيف العزاوي: “ان استقرار المناهج التربوية هي احد اسباب تحسن اداء الطلبة وينعكس ايجابا على نتائجهم، فمن المؤكد ان التغير المتكرر يسبب ارباكا وعدم استقرار للطلبة والمدرسين على حد
سواء”.
ويرى العزاوي لتلافي هذه المشكلة للاعوام الدراسية المقبلة: “كمفوضية لحقوق الانسان معنية بملف التربية والتعليم لابد من وزارة التربية توحيد المناهج بشكل اساسي واعادة النظر بموضوعة اللجان الامتحانية واخذ بنظر الاعتبار مستوى الطلبة العلمي وذلك بالاعتماد على مدارسنا ومديريات التربية التي لديها مشرفون وكوادر تقيمية، والتي من الممكن ان يحددوا مقدار تنفيذ البرنامج او المنهاج بشكل عام ومستوى الطلبة وعلى ذلك يتوجب تحديد نوعية الاسئلة لتهيئتهم الى المرحلة
المقبلة”.
وعن ما يتردد حول الغاء امتحانات البكلوريا يوضح العزاوي: “اغلب مايتردد اشاعات تطلق بين الحين والاخر ومحاولات لتبرير ارتفاع نسبة الرسوب او الفشل في الامتحانات سواء من التربية او الطلبة بشكل عام، نتائج الامتحانات هي المؤشر لنجاح العملية التربوية فلا يمكن
الغاؤها”.