النجف نيوز – خطر ” مطلقة ” ..ممنوع الاقتراب
النجف نيوز/ احمد رزج – نهاد عبد الغني
” تطاردني اعين الناس اينما ذهبت …. أشعر بهم وهو يتربصون بي ….. فانا موضع اتهام دائم ….. نعم فاني مدانة حتى لو ثبتت براءتي “، هكذا تصف ياسمين التي لم يكتب لزواجها النجاح من ابن عمها فكان مصيرها منذ ذلك الوقت مع لقب ” المطلقة “، هكذا تصف نظرة المجتمع لها بعد انفصالها عن زوجها .
وتعاني الكثير من المطلقات مما تعاني منه ياسمين من نظرة المجتمع السيئة لهن وتحميلهن بالغالب مسؤولية حصول الطلاق والانفصال دون معرفة التفاصيل والاسباب، اذا ما اضفنا الى اعتبارها من قبل البعض شخصية مشبوه ينصح الازواج زوجاتهم دائما بالابتعاد عنها كي لا ينتقل فيروس الطلاق لهن وعيون الاخوة والاقارب تراقب كل تحركاتها وتحاسبها عن كل تصرف كان يمكن في السابق اعتباره طبيعي لا اشكال فيه .
تحريم الاهل
وتقول ياسمين ان ” الله سبحانه وتعالى قد احل لنا الطلاق في حال وصول قناعة لدى الطرفان ان اكمال الحياة معا اصبحت اشبه بالمستحيلة، لكن مع الاسف ان لدى مجتمعنا شيء اشبه لتحريم ما احله الله “، مضيفة انها ” واجهت خلال زواجها الكثير من المعانات ولكن اهلها كانوا دائما يعارضون فكرة طلاقها ويرددون انه لا توجد لديهم بنات تطلق “.وتبين “ولهذا بقيت سنوات عديدة اعيش مع رجل لم يكن في الظروف الطبيعية والمنطقية ان اعيش معه الا اسابيع لنكتشف انه لا يمكن ان اكون زوجة له او ان يكون زوج لي”، موضحة ان ” الجميع العائلة، الاخوة، الاخوات والاصدقاء لم يتفهموا نهائيا قرار الطلاق ان كانت المرأة هي التي تطالب به لكننا نجد هؤلاء يخلقون الف سبب وسبب للرجل حين يتخذ هو هذا القرار”.وتؤكد ياسمين انها ” كانت تعتقد ان معاناتها ستنتهي مع حصولها على الطلاق لكنني عشت معانات جديدة بعد الطلاق”، مشيره الى ان ” تلك المعانات تمثلت بنظرة المجتمع السيئة لها وتحولها الى شخصية مثيرة للريبة والشبهات في كل تحركاتها وتصرفاتها “.
مجتمع ذكوري
وتتفق ام زيد مع ياسمين حول نظرة المجتمع للمرأة المطلقة مؤكدة انها ” تواجه اليوم ضغوطات كبيرة من المجتمع لانها امرأةمطلقة “.وتضيف ” مع العلم انني لم اختار هذا الشيء بل كنت مجبرة عليه “، مكملة ” لكن مع الاسف ان المجتمع لا يريد ان يعرف التفاصيل والاسباب بل ينظر الى النتيجة وهي ان المرأة هي السبب والتي تتحمل دائما مسؤولية حدوث الطلاق “.وتقدم ام زيد عدة اسباب لنظرة المجتمع هذه منها ان ” بعض النفوس الضعيفة تعتقد ان المرأة المطلقة فريسة يمكن اصطيادها بسهولة والبعض الاخر يحاول الاستفادة من الوضع النفسي والاجتماعي واحيانا الاقتصادي للاستغلال هذه المرأة “، مضيفه ” كما ان النظرة الذكورية للمجتمع وانحيازه بصورة مستمرة للرجل يمكن ان تكون من اهم اسباب نظرة المجتمع السيئة فهذا المجتمع دائما ما يبحث عن مبررات لاخطاء الرجل في حين انه يضع مئة علامة استفهام لاي تصرفقد تتصرفه المرأة ويتصف بشيء من الشجاعة والجرأة ” .
ماهو ذنبي ؟
في حين تروي ام عمار قصة طلاقها متسائلة عن الذنب الذي اقترفته لينظر لها المجتمع هذه النظرة فتقول ” انا لم يكن بيدي شيء فقد طلقني بسبب نزوه عاشها عندما تزوج من امرأة اجمل واصغر مني والتي كان شرطها للزواج منه ان يقوم بتطليقي فاطاعها “، متسائلة ” فما هو ذنبي لينظر لي المجتمع نظرة ريبة وشك فالمفروض ان تكون هذه النظرة له وليست لي ” .
هل تتزوج مطلقة ؟
وكنتيجة لهذه النظرة السيئة فان الكثير من المطلقات تضاءلت امامهن فرصة الزواج من جديد لامتناع غالبية الشباب من الزواج من امرأة مطلقة وحتى لو وجد هذا الشاب فانه سوف يلاقي معارضة لا ترحم ضد هذا القرار .وجهنا هذا السؤال للعديد من الشباب ان كان يرغب بالزواج من مرأة مطلقة ؟ وكانت اجابة غالبيتهم بالرفض، حيث يقول حيدر عدنان 24 سنة انه ” من الصعب ان يفكر بالزواج من امرأة لها تجربة زواج فاشلة لعدة اسباب في مقدمتها انه يريد ان يبدأ حياته الزوجية مع انسانة عاشت مرحلة صعبة قد تكون لها اثارها النفسية والاجتماعية عليها “، مضيفا ” كما ان من الصعب جدا اقناع الاهل بهذه الخطوة لانهم بالتأكيد سيرفضون هذا الشيء ” .في حين يعتقد محمد حسين – 25 سنة ان ” الفرصة المتاحة للمرأة المطلقة للزواج من جديد لن تكون الا من خلال شخص ارمل او مطلق ايضا “، لانه يرى ان ” فرصة زواجها من شخص يدخل القفص الذهبي لاول مرة قليلة جدا “.بينما لا يتفق حسن حيدر – 27 سنة مع رؤية محمد وحيدر ويشير الى امكانية ان يتزوج الشخص من امرأة مطلقة في حال كان هنالك تفاهم مشترك بين الطرفين ، مكملا ” فان حصول تجربة فاشلة لدى انسانه لا يعني غلق كل الابواب امامها بل لابد ان يعيش الانسان دائما مع الامل بان القادم هو الافضل ” ز
نظرة ضيقة للمجتمع
الناشطة النسوية ام حيدر المحنة تؤكد ان ” المجتمع عندما ينظر للمرأة المطلقة هذه النظرة الضيقة دون التحقق من كونها مظلومة او ظالمة “، مبينة ان ” هذه النظرة السلبية عن المرأة المطلقة تحتاج الى الكثير من الوقت والجهد من قبل منظمات المجتمع المدني والاعلام “.وتنبه المحنة الى دور مهم للباحثة الاجتماعية في تقديم الدراسات والابحاث التي تتناول هذا الموضوع وتظهر اسباب هذه الظاهرة وتقدم اهم المعالجات الضرورية لها “.اما الاعلامية انتظار محمد فقد تحدثت عن كرامة المرأة سواء كانت المطلقة او غير المطلقة فقالت ” المرأة وان كانت مطلقة او غير مطلقة فان لها كرامة فهي انسانة لها وجودها واحترامها فدائما نرى القران الكريم يهتم بالمرأة وكرامتها ولهذا نتمنى من المجتمع ان لا يبني نظرته السيئة عن المرأة ان تطلقت او انفصلت عن زوجها بعيدا عن ان كانت هي السبب او هو ، المهم ان لاتكون مهانه او تجرح كرامتها فقد يكون الطلاق هو الحل للمشاكل والالام التي تعيشها “.
في حين تحدثت لنا الاعلامية هديل كشكول فقالت ” بالطبع ان مجتمعنا دائما يجامل ويميز الذكور اكثر من الاناث حتى وان صدر منه الخطأ ولهذا نجد المجتمع يجبر المرأة احيانا على العيش مع رجل لاتطيق العيش معه ولا يقبل ان تنفصل عنه حتى وان تحقق لها الانفصال نجده ينظر لها نظرة سلبية بالغالب ” .
التحقيق منشور في صحيفة الاصالة العدد الاخير 119 .