النجف نيوز – مهرجان السفير الثامن …جلسة البحوث القرآنية
كتب/ الشيخ هادي زنجيل
أسوة ببقية الأعوام السابقة فقد خصصت أمانة مسجد الكوفة المعظم جلسة خاصة لقراءة البحوث القرآنية الفائزة ولتكريم الفائزين والمشاركين ضمن هذه الفقرة في مسابقة السفير السابعة للأبداع الفكري في مهرجان السفير الثقافي الثامن عملاً منها بحديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) القائل فيه: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) وفي اليوم الثالث من المهرجان الموافق 22/6/ 2018 الموافق للسابع من شوال لعام 1439وفي تمام الساعة العاشرة صباحا انطلقت فعالية جلسة مسابقة البحوث القرآنية من مسابقة مسلم بن عقيل عليه السلام للإبداع الفكري السابعة..
وقد كان عدد الباحثين المشاركين في هذا المحور هذا العام اثنا عشر باحثاً كان عشرة منهم من العراق وهم: ساجد صباح ميس، محمد مشعل، الدكتور عصام الغالبي، كاظم فاخر الخفاجي، حميدة صبار الاعرجي، الدكتورة خولة مهدي شاكر، الدكتور كاطع جار الله سطام،خليل خلف بشير،مرتضى عبد النبي، الاء سالم حاتم، كما كان هناك مشاركتين من ايران للدكتورة سمية حسنعليان، والباحثة زهراء سليماني.
وكانت الامانة قد شكلت بعد وصول المشاركات لجنة تحكيمية غير معلنة مؤلفة من ثلاثة اساتذة وهم الدكتور ستار جبر الاعرجي، والدكتور ميثم صلاح الحمامي، والدكتور عدي جواد الحجار، واعلنت النتائج قبل موعد المهرجان بأيام عن فوز ثلاثة من المتسابقين فالجائزة الاولى كانت من نصيب الاستاذ ساجد صباح ميس ببحثه الموسوم (تاريخ آيات القتال بين القراءة الأصولية والحداثية) أما الجائزة الثانية فكانت للاستاذ محمد مشعل ببحثه (صفات بني اسرائيل في سورة البقرة) والجائزة الثالثة من نصيب الدكتور عصام كاظم الغالبي حيث نال بحثه الموسوم (احرف الفاظ القران بين التسكين والتحريك في القراءات القرآنية دراسة في الأثر الصرفي والدلالي) المرتية الثالثة.
ابتدأت الجلسة بترحيب عريف الحفل (غيث قاسم محسن) بالترحيب بجميع الحاضرين بعد ذلك دعى مقرئ مؤذن مسجد الكوفة الشيخ عبد العلى صادقي الى المنصة ليتلو على الحاضرين آيات من الذكر الحكيم، بعد ذلك كانت كلمة امانة مسجد الكوفة القاها الشيخ هادي زنجيل رئيس قسم الشؤن الدينية التي ذكر فيها: ان القرآن الكريم بحر فائض من الخيرات ورحمة الرحمن للعالمين وعطية أبدية يسمو بها الإنسان، ولاستخراج الدرر المكنونة في هذا البحر الفائض من الخيرات لا بد فيه من غوص وبحث لإيجاد الحلول للمشاكل المستجدة في عصرنا وفي كل العصور وهو ما يسمى بصلاحية الإسلام لكل زمان ومكان، وإن كنا نريد لأمتنا أن تستعيد مجدها وشهودها الحضاري فعلينا أن نعيد تنظيم علاقتنا مع القرآن الكريم وفق المنهج الذي ارتضاه الله لنا،وهذا المنهج يكمن في قوله تعالى (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) فالتدبر هو المفتاح لأنه يعني الاهتمام،والمسلم اليوم لا ينقصه شيء مثل ما ينقصه الاهتمام بدينه وان تخصيص الامانة مسابقة لذلك وتخصيص جلسة ضمن المهرجان للبحوث القرآنية في فعاليات مهرجان السفير الثقافي ولسنة الثامنة اسهم في الكشف عن طاقات كبيرة وبحوث نافعة في علوم القرآن المختلفة.
بعدها دعى عريف الحفل الى المنصة رئيس الجلسة: الدكتور حسام العبيدي، ومقرر الجلسة الاستاذ مؤيد عبد المنعم الشمساوي، وإبتدء رئيس الجلسة بتقديم الشكر لأمانة مسجد الكوفة على اهتمامها الكبير بالدراسات القرآنية وطلب تباعاً استقدام الفائزين الثلاثة الاوائل لتقديم ملخصات بحوثهم فكان الفائز الاول الاستاذ ساجد صباح ميّس العسكري من كلية العلوم الاسلامية في ذي قار ليلقي على الحاضرين ملخص بحثه الذي كان بعنوان (تاريخية آيات القتال بين القراءة الأصولية والحداثية) ذكر فيه ان القراءة التاريخية للنص القرآني هي القراءة الأكثر شيوعاً بين الباحثين العرب ممن وقعوا تحت تأثير الاستشراق، واستلاب الهوية، فأصبح لها رواد وكتّاب ومنظرون كُثر، وتُعدّ هذه القراءة الركيزة الأساسية لبعض القراءات الحداثية كالهرمنيوطيقي وقسم بحثه على مبحثين:
الأول: التعريف بمفهوم تاريخية النص القرآني، ونشؤها، واسسها
وتناول المبحث الثاني دراسة تطبيقية في آيتي السيف والجزية
واحتوت الخاتمة على بعض النقاط اهمها
1- إن العلاقة بين القراءة المعاصرة والقراءة الحداثية علاقة عموم وخصوص مطلق، فالعلاقة المعاصرة أعم من أن تكون أصولية أو منفلتة.
اما البحث الفائز بالمرتبة الثانية فقد كان للأستاذ محمَّد مشعل القريشي وعنوانه (صفات بني إِسرائيل في سورة البقــرة) اشتمل على اربعة مباحث وهي الأول: ماهي الصفة ؟من هم بنو اسرائيل، المبحث الثاني صفات بني إِسرائيل في السورة المباركة واحتوى على مطالب اهمها، أين هم بني اسرائيل؟ اسماء بني إسرائيل،اما المبحث الثالث: فقـد تناول النعم التي أنعم الله بها على بني إِسرائيل، المبحث الرابع والأخير كان دراسة عواقب أفعالهم، وقد استخلص الباحث من البحث إنَّ الصفات التي ذُكرت في سورة البقرة كانَ غالبها يخصُّ المواثيق والعهود كما إنَّ صفات بني إِسرائيل المذكورة في سورة البقرة جاءت نتائج لأفعالهم التي دأبوا عليها، فذكر الصفات في تلك المواضع اختزال واختصار لذكر الأفعال وهذا من سمات النظم القرآني.
اما البحث الفائز بالمرتبة الثالثة فكان، للأستاذ المساعد الدكتور عصام كاظم الغالبيّ جامعة الكوفة / كلية التربية الأساسية، (أحرفُ ألفاظِ القرآنِ بين التسكين والتحريك في القراءات القرآني دراسة في الأثر الصرفيّ والدلاليّ) وفيه عدة مباحث حيث كان المبحث الأوّل في تسكين الحرف المتحرّك وأثره في البنية والدلال وأشار المبحث الثاني إلى تحريك الحرف الساكن وأثره في البنية والدلالة.
وفي الخاتمة، وجد الباحث أنّ نظر الباحثين إلى القراءات القرآنية متأرجحٌ ” بين التقديس والمناقشة، فمن يقدّسها يعدُّها قرآنا، ومن يناقشها يعدّها علمًا بكيفية أداء كلمات القرآن، وفرّق بين القرآن وأداء القرآن “، وممن رأى أنها ليست من القرآن وليست مسألة دينية الدكتور طه حسين إذ رأى أنّ القراءات السبع ليست من الوحي في قليل ولا كثير، وليس منكرها كافرا ولا فاسقا، وللناس أن يجادلوا فيها وأن ينكروا بعضها
وانتهت الجلسة بتوزيع الشهادات التقديرية والدروع والجوائز على الفائزين الاوائل والمشاركين والمحكمين ورئيس الجلسة ومقررها والتقاط الصور التذكارية.
مجلة السفير الصادرة عن مسجد الكوفة