النجف نيوز – العلامة فضيلة الشيخ حسين الكوراني في ضيافة السفير

أكتوبر 10, 2018
55

كل التحية والتقدير لامانة المسجد المعظم على هذا العطاء الفكري والثقافي

يعتبر فضيلة الشيخ الكوراني من الشخصيات البارزة في الساحة الاسلامية في لبنان والدول العربية والاسلامية لما عرف عنه من الاهتمام بجانب الاخلاق والسلوك من سيرة أهل البيت عليهم السلام والوعظ والارشاد..

ولد فضيلة الشيخ في بلدة (ياطر) في اقصى جنوب لبنان عام 1955م حيث نشئ وترعرع في رعاية والده الراحل الحاج محمد قاسم الذي كان من رفاق العالم الجليل السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي طاب ثراه وتاثر تاثرا بالغا باخيه العلامة الحجة الشيخ علي الكوراني دام عزه.

درس في حوزة النجف الاشرف عام 1963م والتقى بالشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر قدس واخذ منه كثيراً من الافكار والمحاور الحديثة لمفاهيم الاسلام التي تتماشى مع العصر ومتطلباته، ثم هاجر الى ايران ودرس في حوزتها وعلى يد علمائها عام1969م حتى عام1975م شارك في التبليغ الاسلامي في جنوب ايران كما اشرف على الاذاعة العربية في الاحواز بعد ذلك انتقل الى العاصمة طهران وعمل في اذاعتها في القسم العربي .

صدرله عدة مؤلفات قيمة وانتشرت في البلدان الاسلامية والعربية منها( في محراب فاطمة) و(كرامات المعصومين) و(اداب عصر الغيبة) و(رؤية المهدي المنتظر) وغيرها الكثير، ويشرف الان على اصدار مجلة الشعائر منذ عام 2010م.

وضمن فعاليات مهرجان السفير الثقافي الثامن كان لسماحة الشيخ الكوراني حضورا متميزا ومشاركة فعاله في مؤتمر الامام المهدي عليه السلام حيث كان له رؤى واهتمامات مهدوية طرحها ضمن مشاركته المباركة بين الباحثين والدارسين واصحاب العلم والفضيلة ..

وكان لمجلة السفير حوارا هادفا معه بعد اتمام المؤتمر حول الخطاب الاسلامي المعاصر والثقافة الاسلامية وآلية التطبيق للإسلام وغيرها كل ذلك كان في هذا الحوار..

السفير:السلام عليكم ورحمة الله سماحة الشيخ واهلا بكم في بلدكم الثاني وسؤلنا الاول ماهو رايكم بالخطاب الاسلامي اليوم وهل وصل الى الجهات الاخرى؟

الكوراني: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. بالحقيقة انا اجد نفسي بين اهلي وزملائي ولم تكن النجف الاشرف في يوم من الايام غريبة عني. اما بخصوص سؤالكم فنحن في بداية مرحلة عالمية جديدة ونوعية للاسلام والشعوب الاخرى، تترقب الى معرفة حقيقة الاسلام فيما يقابل ما يصلها عن الاسلام من ادعاءات وتمويهات، ونحن نشهد في هذه المرحلة بداية نقلة نوعية في تحسن الخطاب الاسلامي، لكن لازالت التحديات كبيرة جدا واهمها ان ننطلق بخطاب اصيل يستند الى اصول الدين ولايهمل المبدا ولا المعاد.

 السفير: هل يمكننا او كيف نستطيع ان نفسر الفكر الداعشي اذا ما ارجعناه ألى زمن الدعوةإلى الإسلام؟

الكوراني: الجواب يكمن في عبارة واحدة استعملتها في بيان ضد داعش وفكره المتطرف وهي من (وحشي)إلى (إدارة التوحش) وهو نهج أموي، ووحشي الذي قتل الحمزة بن عبد المطلب (رضوان الله عليه) عم النبي الاكرم(صلى الله عليه وآله)، وإدارة التوحش الفكر الذي طرحه أبي بكر البغدادي، هذا منهج واحد والمنهج مادي شيطاني صهيوني؛ لأني اقتنع ان فكر الدواعش ليس منطلقه من قناعات عقائدية بل هي منطلقة من حقد دفين ضد الإسلام وتريد تشويه الإسلام وتعاليمه الحقه.

السفير:ان وجود الإسلام والاحتياج الى تطبيقه على ارض الواقع هي رسالة سماوية باقية حتى يرث الله الارض ومن عليها فكيف هي آلية التطبيق الصحيح برأيكم؟

الكوراني: اولا- ينبغي التركيز على التوحيد لله عز وجل؛ لان اساس التطبيق هو التوحيد، وأن يُفَهَّم حسب المفاهيم الاسلامية والثقافية والعقدية المرتبطة في سلوك الانسان، ويكون حضور الابحاث في مراكز التوحيد حضورا هاما ومفعلا لاننا نمر اليوم بعاصفة سوداء اسمها الالحاد فيجب التطبيق للفقره الاولى.

ثانيا- يجب ان يكون إيمان بأن هناك معاد ولقاء بالله الجبار الذي لا يفوته ظلم ظالم، وعمل عامل، كل ذلك في لوح محفوظ،والابتعاد عن الذنوب الكبيرة منها والصغيره .

ثالثا- ان نعطي للأخلاق حقها بالدعوة الى الاسلام وتطبيق تعاليمه؛ لان النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) كان يدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة لا العصبية والتناحر والبغضاء.حيث قال (صلى الله عليه واله وسلم):انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق. يلاحظ أنَّ الكثير من الالوان واصناف الخطاب السلامي انها تهمل الحديث عن التوحيد او لاتعطي حقه كما ينبغي، وكذلك بالنسبة للمعاد والاخلاق والسلوك والدعوه الى رب العالمين .

السفير: الثقافة الإسلامية هل هو مصطلح يمكننا تفسيره أم حاله حال بقية المصطلحات؟

الكوراني: الثقافة الإسلامية هي عبارة عن ثقيف الانسان العاقل، والمثقف هو الشخص الذي ليس له ثلمات، وتعني ايضا أنَّ على الفرد المسلم أن يمتلك ثقافة تحركه ينطلق منها، واقول ايضا عن الثقافة الاسلامية انها(الشي الذي تتصرف من خلاله اذا نسيت كل شي)، هذه ثقافة الانسان لكي يصبح المسلم مزكا مختلفا عن غيره بالمعاملة الاجتماعية؛ لان الدين التعامل، وتكون التزكية عمله الدائم ورد في القرآن الكريم (يزكيهم ويعلمهم) ولايكونالحصول على ثقافة بدون تزكية، ومن اكبر اخطائنا اننا نبذل جهدا في التثقيف بدون تزكية، يعني كالذي يهتم بتحضير الطعام من دون نظافة له. والثقافة الاسلامية تحتاج الى مناخ نفسي سليم ليصبح صاحبها قدوة للآخرين بالعمل والتعامل والتطبيق الصحيح.

السفير:ما هو رايكم سماحة الشيخ بمهرجان السفير الثقافي الثامن حيث تعددت فعالياته من قبل امانة مسجد الكوفة المعظم وبهذا العطاء الثقافي والفكري وانتم في رحابمسلم بن عقيل (عليه السلام) وضيافته؟

الكوراني: اني ذكرت في المهرجان وتحديدا في المؤتمر المهدوي كل التحية والتقدير لامانة المسجد المعظم والمتمثلة بامينها الفاضل السيد محمد مجيد الموسوي (اعزه الله تعالى) والعاملين معه على احياء هذا الكرنفال الفكري والثقافي والعلمي الثامن وهو في اشرف بقعة(مسجد الكوفة المعظم) حيث مسجد امير المؤمنين (عليه السلام) ومزار الشهيد العظيم المضحي الخالد صاحب الذكرى العطره بحيث اختيار يوم الخامس من شهر شوال من كل عام يوم دخول السفير (عليه السلام) الى ارض كوفان هي لحظة تاريخية للاسلامواعتبره خطوة مباركة ومهمة في تاريخ الكوفة المشرق، حيث تعدد الفعاليات؛ يدل على القدرة والعطاء المثمر لهذا المهرجان  ولكن يجب ان تتظافر الجهود حتى يكون اكثر عالمية للاسهام في ايصال رسالة الامام الحسين (عليه السلام) للاحرار والمسلمين كافة وختاما ارجو لكم قبول الاعمال والتوفيق لخدمة هذا المكام المقدس.

شكرنا وتحياتنا لسماحتكم على اتاحتكم فرصة اللقاء ونتمنى ان نراكم دائما في حاضرة امير المؤمنين (عليه السلام) وانتم ترفرون بتاج العافية والسلام عليكم.

مجلة السفير الصادرة عن مسجد الكوفة

التصنيفات : ارشيف الاخبار
استضافة وتصميم: شركة المرام للدعاية والاعلان