النجف نيوز – هادي جلو مرعي…مواطن كذاب ومرشح كذاب

سبتمبر 11, 2018
64

النجف نيوز/ كتب –  هادي جلو مرعي

لماذا ترشح لإنتخابات مجلس النواب، ولماذا هذه الهستيريا العراقية، والسباق للوصول الى المجلس العتيد، ولماذا يدفع سياسيون منتفعون في السابق، ومرشحون محتملون الآن مبالغ كبيرة لإبعاد خصم سياسي من قائمة هذا الحزب، أو ذاك للإنتخابات، أو للحصول على رقم متقدم في القائمة؟

يعجبني قول الحسين بن علي (الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على أفواههم. متى مامحصوا بالبلاء قل الديانون) ولكي لايزعل الملحدون، وغير المتدينين من إستشهادنا بحديث يحسبونه دينيا. فإننا نفصل في المعنى، ونشير الى إستخدام معنى قريب لأفهام الناس ومزاجهم العام في تفسير الحديث ونقول.. إن المعنى فيه والذي له صلة بكل إنسان بعيدا عن دينه ومذهبه، وماإذا كان متدينا، أو لا فإن الحسين يشير الى الناس الذين يتعلقون بالمصالح والقيم المادية، ولكنهم يثرثرون بالشرف، والنزاهة، والصدق، وإحترام القيم، والتضحية، والتنازل عن المكاسب الخاصة من أجل المصالح العامة، وهولاء ندرة في مجتمع تحول تماما الى الإستعباد المادي لذاته، وصار أسير الشهوات، والمطامع، وأصبح ينافس لنيلها حتى لو أضطر للكذب.

الداهية الأكبر إن الناس العاديين برغم شتمهم اليومي للسياسيين، ووصمهم بالعار، وإتهامهم بالفساد والسرقات لكننا نجدهم يهرلون نحو شخصيات دمرت البلد، وهدمته، وحطمت آمال التغيير، ويرفض هولاء مايطرحه البعض ممن ينادون بالتغيير ولايصدقونه ويعدونه شذوذا. فالتغيير الحقيقي يبدا من البرلمان، ومن السياسي ذاته قبل طرح أي برنامج آخر، وماجدوى أن تنادي بحقوق الناس وأنت تعيش في ترف وبحبوحة، ويتحول المجتمع في نظرك الى أداة رخيصة لتحقيق مطامحك، ويمكن أن تضحك عليه بشعارات قد يصدقها. وأسوأ الأمور عندما يكون السياسي والمواطن من طينة واحدة، ولكنهما يتبادلان الأدوار. لذلك اقترح على الحزب المشارك في الإنتخابات إلزام مرشحيه في حال فوز أي منهم. بالتالي

-عدم إستصدار جواز دبلوماسي والإكتفاء بالجواز العادي.

-عدم إستلام اي مخصصات مالية أو رواتب من البرلمان.

-عدم تسلم سيارات من الدولة.

-الإكتفاء بعنصر حماية واحد.

-إلغاء الرواتب التقاعدية للنواب بعد إنتهاء مهامهم في مجلس النواب.

-التصرف مثل بقية المواطنين وعدم تقليد الطواويس الفاسدين في البرلمان بدوراته السابقة. حاشا الطيبين…

أعرف أن أحدا لن يسمح بذلك ونسبة 99% من الناس إنما يلهثون خلف الفوز للحاق بركب المنتفعين كما أن المنتفعين السابقين يحاولون التشبث بالبقاء معتمدين سذاجة طبقات إجتماعية مسحوقة حقق هولاء مليارات الدولارات والدنانير من دعم اولئك السذج. نطرح لذلك لنقول إن السياسي الجائع هو إبن المجتمع الجائع.

التصنيفات : ارشيف الاخبار
استضافة وتصميم: شركة المرام للدعاية والاعلان