النجف نيوز – مشاهدات من لقاء الغزلان والنوارس
علي الحسني / النجف نيوز
إنتهى اللقاء الجماهيري بين ناديي النجف والزوراء بفوز الثاني بهدفين لواحد في المباراة التي جرت بينهما يوم أمس الأول السبت 23/6/2018 في ملعب النجف بقيادة الحكم الدولي مهند قاسم، لحساب الجولة (14) من مرحلة الإياب من دوري الكرة الممتاز العراقي. (النجف نيوز) تقدم مشاهدات متنوعة عن لقاء الغزلان والنوارس عبر العناوين والأسطر التالية:
النوارس تواصل التحليق منفردة
بعد فوز الزوراء على المستضيف النجف، واصلت النوارس تحليقها عالياً منفردة عن بقية فرق الدوري وفي المقدمة منها أقرب الملاحقين القوة الجوية والشرطة رغم فوز الأخيرين في ذات الجولة على الديوانية وأمانة بغداد على التوالي، فوز النوارس على الغزلان هو أحد المحطات الصعبة التي كانت تنتظرها وترقب المنافسين اللدودين الصقور والقيثارة الخضراء بسقوطها في شباك الغزلان وتقليص الفارق إلى (3) نقاط أمام الحوية و(4) نقاط مع الشرطة، وهذا ما لم يحصل بفضل التعامل الذكي لمدرب الفريق أيوب أديشو ولاعبيه مع أهمية وحساسية المباراة ومع فريق يملك جمهوراً قوياً مثل النجف، فكان لهم ما أرادوا، بتسجيل هدفين من الهداف القناص مهند عبد الرحيم، ليعود الفريق للعاصمة بغداد ومعه (3) نقاط غالية.
رغم الغيابات فريق الغزلان أدى ما عليه
رغم المشاكل التي عصفت بفريق النجف في الآونة الأخيرة، بسبب أزمة مستحقات اللاعبين التي تظهر بين الحين والآخر، التي تسببت بعد مباراة الميناء بمغادرة المدرب علي هاشم، وتكليف كادره المساعد بإدارة مهمة قيادة الغزلان حتى نهاية الموسم بعد فشل كل محاولات إدارة النادي بالتعاقد مع مدرب جديد، ورغم غياب (4) لاعبين أساسين عن صفوف الغزلان كلاً من يوسف الآلوسي لإلنتهاء إعارته، وهدافه الأول فرحان شكور ومدافعه علي كاظم ولاعب خط وسطه كرار نبيل، لتراكم البطاقات الصفراء، قدم الغزلان مباراة كبيرة ورائعة أمام متصدر الدوري الزوراء، وكان بإمكانه الخروج متعادلاً على أقل لو استثمر لاعبوه عديد الفرص الخطرة والسانحة للتسجيل خصوصاً للمحترف السوري محمد حمدكو وذو الفقار عايد وأمجد عطوان، فخسارة الغزلان أمام النوارس لم تشكل كبوة، لأنها جاءت أمام متصدر الدوري، وفريقاً يملك كل مقومات وامكانات الفوز بوجود أكثر من لاعب دولي مع عناصر الخبرة أمثال محمد عبد الزهرة وسلام شاكر والحارس علاء كاطع، لكنها تبقى خسارة محبطة وقاسية لجمهور النجف الذي عانى الأمرين من النتائج المتذبذة للغزلان خصوصاً على ملعبه التي نزفت فيها الغزلان الكثير من النقاط، تارة بالتعادل أمام فرق أقل منها حجماً وامكانات أمثال الديوانية والحسين والحدود والصناعات الكهربائية، وأخرى بالخسارة أمام فرق جماهيرية كالشرطة والزوراء على التوالي، أو مع نفط الجنوب، وهو ما تسبب بابتعاد الفريق عن المنافسة الحقيقية على أحد المراكز (4) الأولى بعد (6) جولات من بداية مرحلة الإياب، وزيادة فارق النقاط بينه وبين النفط الرابع الذي واصل مسيرته الناجحة بقيادة المدرب حسن أحمد نحو المنافسة على اللقب أو وصيف البطل، وأفرزت مباراة النجف والزوراء عن خامات مميزة ممكن استثمارها ليكون لها دور كبير في فريق النجف في الموسم المقبل أمثال معين أحمد الذي دخل الشوط الثاني بديلاً وأدى مباراة رائعة، وما يحسب لفريق الغزلان انه واجه كل الصعوبات والتحديات والغيابات وقدم بالفعل مع فريق النوارس لقاء جماهيري رائع تميز بالندية والهجمات الخطرة والإثارة.
مدربون وليس مدرب
لأول مرة دخل فريق النجف أرضية الملعب لأداء مباراة رسمية له في منافسات دوري الكرة الممتاز، دون تسمية مدرب يقوده في الدوري، بعج مغادرة المدرب السابق علي هاشم بسبب ضغط الجمهور وضغط النتائج ووقوعه ضحية الأزمة المالية التي تحمل وزرها بصورة كبيرة، ومع فشل الهيئة الإدارية لنادي النجف برئاسة خضير العوادي في تسمية مدرب فريقها الكروي الجديد لأسباب مختلفة في مقدمتها الشق المالي، قررت الإدارة في الأخيرة تكليف الكادر المساعد بتولي المهمة وابداء ثقتها بالمدربين جاسب سلطان وحيدر عبودي، ومدرب حراس المرمى هادي جابر، بوجود المدير الإداري للفريق ضياء فالح، ليقود هذا الرباعي (أبناء النادي) هذه المهمة الصعبة وتكون مباراة الزوراء هي الأولى لهم بقيادة الغزلان، ورغم الخسارة لكن الفريق تحت إشرافهم وفي المقدمة منهم المدرب المساعد جاسب سلطان، أدى مباراة رائعة وخلق عديد الفرص الخطرة مع أسلوب اللعب الممتع، وتعرضهم لظلم تحكيمي بعدم احتساب ركلة جزاء صحيحة في الشوط الثاني بعد لمس الكرة ليد لاعب الزوراء حسين جويد، تجربة قيادة فريق الغزلان بقيادة مشتركة، عكست الوئام والتفاهم والرغبة الصادقة لدى الكادر المساعد للمدرب السابق علي هاشم، بالوقوف مع فريقهم من مبدأ الوفاء والإخلاص ورد جزء من الدين على أعناقهم وهو ما أشار إليه جاسب سلطان في حوار سابق مع (النجف نيوز) ونشر في كووورة عراقية، بالوقوف مع ناديه وقت الشدة دون أي شروط.
تصرف غريب!!
أصبح مشهد توقف مباريات الدوري العراقي في فصل الصيف وتحديداً عند(د.30) من كل شوط لشرب الماء لتعويضه بسبب إرتفاع الحرارة، أمراً معتاداً، لكن في مباراة الغزلان والنوارس وقعت عيوننا على أمر غريب، حيث لم يقم حكم المباراة الدولي مهند قاسم بفعل ذلك في الشوط الأول رغم إن حرارة الجو كانت مرتفعة لإقامتها في ساعة لا زال لهيب الشمس يحدث فعله مع اللاعبين، لكنه أوقف المباراة في (د.30) تقريباً من الشوط الثاني لأخذ جرعات من الماء رغم إن الجو أصبح أفضل مما كانت عليها المباراة في الشوط الأول، وهو ما أثار إستغراب بعض الصحفيين والمتابعين في المقصورة الرئيسية.
مهند قاسم يخفق مرتين
شهدت المباراة أخطاء تحكيمية وأخطاء تكتيكية وذهنية من بعض لاعبي الفريقين خصوصا في ضياع الفرص، ومنع دخول الأهداف، وقد أخفق مهند قاسم مرتين، أخفق الحكم مهند قاسم في احتساب أخطاء صحيحة لصالح الفريقين خصوصاً لأصحاب الأرض الذين تضرروا كثيراً من أخطاء قاسم التحكيمية وكذلك الحكم المساعد الثاني مؤيد محمد علي، ومنها عدم إحتساب ركلة جزاء للغزلان في الشوط الثاني بعد لمس الكرة ليد لاعب النوارس حسين جويد، وكذلك باتخاذه بعض القرارات غير الصحيحة ضد لاعبي النجف والتي أثارت الاستهجان والإعتراضات الحادة، وإن كان الكثير منها غير مؤثر على نتيجة المباراة بما يتعلق بهدفي مهند عبد الرجيم اللذين سجلاً بصورة شرعية لا لبس فيهما، وفشل مهند قاسم ثانية وهذه المرة حارس النجف الذي رغم براعته في تخليص عديد الكرات الخطرة للاعبي الزوراء، لكن فشل في التعامل بصورة جيدة مع الهدفين خصوصاً الأول للزوراء مع غفلة اللاعبين الذين تركوا عبد الرحيم يستلم الكرة بسهولة ويدعها برهاوة وذكاء ودون صعوبة في مرمى الحارس مهند قاسم.
حلوة جمهوري الغزلان والنوارس
من العناوين المهمة والرائعة التي ساعدت على تقديم فريقا النجف والزوراء لمباراة كبيرة وقوية وممتعة هو الحضور الجماهيري الملفت رغم حرارة الجو، وكذلك سوء نتائج الغزلان بالنسبة لجمهوره الذي حضر بقوة قياساً لأكثر من مباراة في الجولات الأخيرة على ملعبه، ويحسب لجمهور النوارس التواجد الكبير والتشجيع الملفت لمساندة فريقهم وبأعداد كبيرة هي الأعلى لجمهور من خارج النجف حتى الآن، الذي ملأ أكثر من مدرج( خلف المرمى ويمين المقصورة الرئيسية) وكانوا بحق الرقم 12 في فريق الزوراء بحماسهم وتشجيعهم المتواصل، وهو كان عليه جمهور الغزلان رغم تأخر فريقهم بهدف أول ثم ثانٍ، يكون جمهوري الفريقين العلامة الفارقة في المباراة الجماهيرية المثيرة.
رفقاً بالصقور يا مشجعي النوارس
من اللقطات التي وقفت عليها ومعي الكثير من الحضور في المقصورة الرئيسية هو تصرف بعض جمهور الزوراء خصوصاً المتواجد على يمين المقصورة الرئيسية بترديد عبارات غير رياضية، بحق فريق القوة الجوية دون أي ربط بين الأخير وعنوان مباراته أمام مضيفه النجف، فترديد بعض العبارات الحماسية والساخرة والتي تصل أحياناً إلى (المستفزة) وغير الودية ضد الفريق المنافس وجمهوره أمراً قد يكون تفسيره طبيعياً دون تعقيد مع التحفظ ورفض العبارات غير الرياضية، لكن أن يهتف جمهور الزوراء ضد الجوية وهو ليس له دخل وعلاقة ولا جمهوره في اللقاء وتريد عبارة (عارية) التي سئمنا ومللنا منها، بل وأصبحت مستهجنة ومرفوضة أيا كان مطلقها ومرددها، أكيد هؤلاء المشجعون الزورائيون وإن تجشموا عناء السفر وصرف مبالغ وتحمل الظروف الجوية المتعبة، لا يعون إن ذلك سيكون سلبياً على الفريق وجمهوره العريض، الذي يعتبر بحق مفخرة الجمهور العراقي بعراقته وحضوره المميز وامتداده على خارطة الوطن، فكفى هتافات (عارية) وما شاكلها على هذا الفريق أو ذاك، وانشغلوا بترديد الهتافات والعبارات الجميلة ذات الإيقاع الموسيقي الجميل الذي يضع الفريق في موقف جيد من العطاء والحماس، وهذه رسالتي لكل الجماهير، فرفقاً بالصقور يا مشجعي النوارس، ورفقاً بالنوارس يا مشجعي الصقور، ورفقاً يا جماهيرنا الرياضية بكل فرقنا العزيزة فالمركب واحد والعنوان واحد، عنوان الإنتماء لهذا الوطن الغالي الجريح.
حضور ملفت في المقصورة الرئيسية
شهدت المقصورة الرئيسية حضور عدد من الشخصيات الرياضية النجفية البارزة وفي المقدمة دائم الحضور قاسم كيلون لاعب النجف السابق بكرة القدم والطاولة، وكذلك عدد من الإعلاميين وفي المقدمة منهم أستاذنا الكبير جواد دعيبل والزميل محمد عباس مطوق، ويبقى حضور نجمي الكرة العراقية والزوراء الكبيرين المدافع إبراهيم والمهاجم كريم صدام في المقصورة الرئيسية له طعم خاص، وشدني كثيراً هدوئهما وتعاملهما بكل صبر وثقافة كروية رائعة، مع بعض العبارات التي ردهها أحد الحضور بخصوص مجاملة الحكام للزوراء وكون الصدارة جاءت عن غير استحقاق، والذي لم يكن أبداً إلا رأي خاص وشخصي لمن أطلقه، لتبقى الأجواء الودية والأخوية الرياضية حاضر بقوة في المقصورة وتقديم التهاني للنجمين الكبيرين لفوز النواس.
إلى إدارة نادي النجف مع التحية
أقدر عالياً معاناة الإدارة في تنظيم مباريات الفريق في ملعبها ضمن منافسات الدوري، لكن أود أن أضعه أمامها نقطتين أرجو أن يتسع صدرها لإيجاد الحلول مع إقتراب الدوري على نهايته، أولها تنظيم دخول الشخصيات الرياضية في المقصورة الرئيسية، لأنه ليس من المعقول أن يجلس بعض الرواد والصحفيين في المقاعد الخلفية، مع جلوس غيرهم ممن لا نراهم إلا وقت مباريات النجف وحسب المزاج والفراغ، وهنا لا بد أن يكون هناك شخص معين ومكلف من الإدارة يتولى هذه المهمة بعيداً عن الخجل والمجاملات خصوصاً عند عدم حضور الشخصيات الرسمية كالمحافظ وأعضاء المجلس، يتكون الأولوية للرواد وأبناء النادي وللصحفيين والإعلاميين المعروفين والعاملين بقوة خصوصاً مع نادي النجف النادي الأم للمحافظة، وألفت نظر إدارة النادي في الأمر الثاني هو ضرورة إيجاد حل أو صيغة تعامل معينة تحد من الإنتقادات الكثيرة وبصوت مرتفع من بعض الحضور، والتي بعضها تحرج مقيم الحكام في مشهد، وضيوف النادي في صورة أخرى، كما حصل مع أحدهم بتوجيه النقد اللاذع لأداء الزوراء في الدوري بحضور النجمين إبراهيم علي وكريم صدام، أعتقد إن المقصورة الرئيسية ليست ساحة للنقد اللاذع أو إحراج الآخرين خصوصاً ضيوف النجف، أرجو أن تصل رسالتي هذه من جديد بعد أن عرضتها أكثر من مرة مع أكثر من عضو هيئة إدارية الذين أكن لهم كل التقدير والإحترام.