النجف نيوز – سراديب النجف عالم سري تحت الارض لا يحيط به الا اهل النجف الاصلاء ,
لجنة التأليف والتوثيق في المشروع
لا نتكلم عن سراديب عادية بعمق عدة درجات بل نتكلم عن سراديب قد يصل عمق بعضها الى 25 مترا و تصل بعضها الى اكثر من ذلك انه عالم سري يثير فضول الغرباء عن النجف و يشحذ خيالهم عالم اخر يحتفظ النجفيون بأسراره لأنفسهم اما الاخرون فلا يسمعون عنه الا الاساطير. فقد شيدت السراديب والانفاق بغرض الدفاع عن النفس والاحتماء بها من هجمات عدائيه كانت تـُشن في القرن التاسع عشر وابرزها سرداب شيده المرجع الديني الشيخ جعفر كاشف الغطاء (1156-1228 هجرية) الملقب بـ “الشيخ جعفر الكبير” واليه يرجع نسب اسرة كاشف الغطاء النجفية. وامر الشيخ جعفر بحفر هذا السرداب من اجل حماية النجف وممتلكات الروضة العلوية (مرقد الامام علي (ع)) من النهب والتدمير . ويقول الشيخ احمد مدير مؤسسة كاشف الغطاء واحد احفاد الشيخ جعفر : “لما علم الاخير باقتراب الغزاة اتخذ قرارين لحماية المدينة اولهما بناء السور الذي بقي جزء منه حتى الان، وحفر سرداب عميق بشكل هندسي مميز لا يسطيع من يدخله الخروج منه الا اذا عرف ممراته الست الموزعة التي تنتهي عند مرقد الامام علي”. ويضيف ان “للممرات ابوابا اخرى تنتهي خارج سور النجف من اجل تسهيل عملية الفرار في حال احتلال المدينة”. ويؤكد ان الشيخ جعفر “قام بعد الانتهاء من الحفر بانزال خزينة الروضة العلوية مع عدد كبير من المخطوطات والكتب البالغة الاهية والنفائس الاخرى من اجل حمايتها من السلب والنهب في حالة استباحت المدينة من قبل الغزاة”. ويتابع ان “بداية السرداب مكونة من اربعين درجة تنتهي بسرداب آخر يتضمن بئرا غير معروف عمقها لاننا لم ننزلها كما بنيت غرف سرية في جدران السرداب لم تستكشف حتى الآن”. ويختم قائلا “لقد استخدمناه لحماية انفسنا من الجيش الذي استباح المدينة عقب الانتفاضة الشعبانية العام 1991”. و ممن اثارة هذه السراديب فضولهم هو عالم الآثار المستر (توماس لايل) فقد كتب عنها يقول : (ان الميزة الفريدة في النجف وجود طبقة واحدة منها في كل بيت على الأقل وقد توجد في بيوتها الكبيرة ثلاث أو أربع او خمس طبقات من هذه السراديب..) وهذه السراديب كما يذكر الرحالة باردة جداً فعلى المرء النازل الى تحت الطبقتين او الثلاث منها ان يلبس معطفاً لانخفاض درجة الحرارة بينما تكون درجة حرارة الخارج في حدود الـ (125) بالمقياس الفهرنهايت. ويمضي في القول : (تتصل كثير من الدور بعضها ببعض عن طريق هذه السراديب فتكون وسيلة للجرائم التي تقف مخيلة الرجل المتمدن مشدوهة مرتجفة تجاهها..). استمرت هذه السراديب تحمي النجفيين و سببت ارقا للحكومات المتعاقبة فكما يروى عنها ان النجفيين “كانوا ينتقلون فيها بحرية بعيداً عن أنظار الحكومة وأعوانها حتى بات الاعتقاد عند الكثير من الناس انك تستطيع مثلاً ان تدخل اذا كنت قادماً من جهة الكوفة عند باب سور النجف الكبير قرب ساحة الميدان؛ فتخرج من أية جهة تشاء من جهة القبلة أو من جهة باب الطوسي أو من جهة المشراق أو من جهة العمارة او من جهة البحر. لسراديب النجف انواع و هي كالأتي : 1ـ السراديب الارضية الموجودة في اغلب الدور معدل عمقها ستة امتار تقريباً. 2ـ سراديب السن (الهصهاص) ومعدل عمقها عشرة امتار. 3ـ سراديب سن القرض ومعدل عمقها خمسة عشر مترا. 4ـ سراديب رأس الطار ومعدل عمقها خمسة وعشرين متراً وهذا النوع قليل جداً و بارد جداً . و رغم ان الكثير من هذه السراديب هدمت للأسف مع البيوت القديمة فلا تزال هناك سراديب نجفية قديمة و عميقة يستعملها النجفيون للتخلص من الحر مما تفحت…. ……………………………………………………………………………………………… سراديب عمقها 25 متراً، تقيك حر صيفنا اللاهب وتمنحك الدفء شتاءاً أثارت فضول عالم الاثار (توماس لايل) فكتب عنها بحثاً خاصاً في حقب مختلفة من الزمن.. كانت حكايات السراديب النجفية تنسج على نار هادئة حتى تحولت الى ما يشبه الاساطير.. تثير في نفوس الناس الرغبة والشغف لمعرفتها ولسماع المزيد عنها وكانت تنتقل حكايتها الى مدن الفرات الاوسط والمدن الجنوبية.. لاسيما الحكايات التي تتناقل عن الثوار والمناضلين للحكام المستبدين الظالمين.. وكان من هذه الحكايات ما يقض مضاجع الحكام الذين توالوا في حقب مختلفة على حكم العراق… وبقيت أسرار النجف لاسيما السراديب عصية على غير النجفيين.. لقد كانت تستخدم كأماكن للاجتماعات السرية لشتى الاحزاب التي تكونت في بداية القرن العشرين ومنتصفه. وكذلك التجمعات الدينية المناهضة للحكام… كانوا ينتقلون فيها بحرية بعيداً عن أنظار الحكومة وأعوانها حتى بات الاعتقاد عند الكثير من الناس انك تستطيع مثلاً ان تدخل اذا كنت قادماً من جهة الكوفة عند باب سور النجف الكبير قرب ساحة الميدان؛ فتخرج من أية جهة تشاء من جهة القبلة أو من جهة باب الطوسي أو من جهة المشراق أو من جهة العمارة او من جهة البحر.. فلا عجب حينما عمدت حكومة البعث منذ السنوات الاولى من مجيئها عام (1968م) الى هدم أجزاء من المحلات القديمة في مدن الفرات الأوسط لاسيما في مدينة الحلة… وأرى ان الغرض من ذلك هو تمزيق وحدة الأهالي الشعبية، وفك تماسكهم القوي فيما بينهم، والقضاء على معالم ارتباطهم بالمكان حتى تسهل السيطرة عليهم.. وربما في النجف كان لمعرفة سر السراديب ايضا.. وكان اهل النجف قبل فتح شط الهندية الى الكوفة عام (1208هـ) يسدون معظم احتياجاتهم للماء من الآبار فكانت الحاجة تقتضي حفر بئر في كل بيت أو حفر بئر كبيرة مشتركة بين البيوت المجاورة… وقد تصل أعماق المياه الجوفية الى حوالي (200م) كما ذكر الاستاذ حسين فاضل عبد الشبلي في رسالته التي تحدث فيها عن “اشكال الارض في بحر النجف”. إن وضع النجف الطوبوغرافي قل نظيره في العراق إذ ترتفع اعالي النجف (65) متراً تقريباً عن سطح البحر وأرى ان تسميتها بالنجف جاءت من ذلك، فقد اتفقت معظم معاجم اللغة العربية على أن المدلول اللغوي لهذه المفردة هو (المكان الذي لا يعلوه الماء كالمسناة تمنع ماء السيل ان يعلو منازل الكوفة ومقابرها).. الرحالة الاجانب والسراديب لقد اثارت السراديب وطريقة بنائها وتصميمها فضول الرحالة الاجانب، وعلماء الآثار الذين قدموا الى العراق، وزاروا مدينة النجف.. ومن هؤلاء المستر (توماس لايل) عالم الآثار فقد تحدث عن مدينة النجف بعد زيارته لها وخص السراديب بحديث طريف نقتطف من قوله: (ان الميزة الفريدة في النجف وجود طبقة واحدة منها في كل بيت على الأقل وقد توجد في بيوتها الكبيرة ثلاث أو أربع او خمس طبقات من هذه السراديب..).. وهذه السراديب كما يذكر الرحالة باردة جداً فعلى المرء النازل الى تحت الطبقتين او الثلاث منها ان يلبس معطفاً لانخفاض درجة الحرارة بينما تكون درجة حرارة الخارج في حدود الـ (125) بالمقياس الفهرنهايت. ويمضي في القول : (تتصل كثير من الدور بعضها ببعض عن طريق هذه السراديب فتكون وسيلة للجرائم التي تقف مخيلة الرجل المتمدن مشدوهة مرتجفة تجاهها..). معمار نجفي خاص ثم التقينا بأحد ابناء النجف الاصلاء وهو الحاج حسن الحاج عزيز المعله من عائلة نجفية أصيلة احتلت موقعا متميزاً في النجف، وقد اشتهر دارهم القديم القريب من الصحن الحيدري الشريف بسراديبه الثلاثة، وكانت يضرب بها المثل لسعتها وروعة بنائها وجمالية زخرفتها.. قال (كانت دارنا واسعة الارجاء وقد اعتنى اجدادنا بالسراديب وبنائها بشكل متميز قل مثيله فكان طرازها المعماري من المدخل بخاصة مما يذهل الناظر اليها فكان المعمار النجفي آنذاك يمتلك موهبة فذة قل مثيلها في المدن الاخرى كانت تذكرني وانا صغير بسنمار وعبقريته في البناء ومازالت منذ صغري مرسومة في مخيلتي لا تبرحها مطلقا.. وكان والدي قد حذا حذو جدي (يرحمهما الله) في الاعتناء بها وديمومتها كل سنة قبل الصيف.. كانت تقينا حرارة الصيف العراقي اللهاب.. لذلك كنا لا نحس بحرارة تموز وآب اللهاب الا اذا خرجنا من السرداب).. ثم سألناه ان كانت هذه السراديب متصلة بسراديب الجيران، فأجابنا: لا. ليس كل السراديب متصلة بسراديب الجيران، ولكن بعضها قد يتصل عن طريق الآبار.. كان الجيران اهلا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. فليس من فرق الا ما حرم الله عزوجل.. فالثقة والألفة والمحبة والايمان والصدق.. وكانت العفة تضرب اطنابها في نواحي النجف كافة وحدثنا الشيخ الفاضل احمد عباس كاشف الغطاء عن السراديب الموجودة في مدرسة (المهدية) التابعة حالياً لمؤسسة كاشف الغطاء.. قائلا: (هذه السراديب التي تراها الان في المدرسة المهدية قديمة جدا كان اجدادنا (قدس الله ارواحهم الطاهرة) يستخدمونها صيفاً لاقامة الدروس الدينية وا لمحاضرات التي تلقى على طلبة الحوزة العلمية، وكذلك تستخدم كمكان لراحتهم ولاتزال كما تعلمون في خدمة طلبة الحوزة العلمية القادمين من انحاء العالم الاسلامي كافة يسكنون فيها بلا مقابل مع تقديم بعض الخدمات لهم.. كما فيها مكتبة ضخمة يجد الطالب بغيته فيما يحتاجه من الكتب؛ ويرتاد المكتبة حتى طلبة الكليات والدراسات العليا.. وحين دخلنا السرداب وجدناه مستطيل الشكل يبلغ طوله ما يقرب العشرين متراً وعرضه ما يقرب الخمسة أمتار..). اسرار خفية والتقينا الاستاذ عقيل المظفر احد المسؤولين عن خزانة المخطوطات في مكتبة الحكيم العامة فحدثنا قائلا: (كانت السراديب النجفية سراً من أسرار النجف الخفية تثير فضول القادمين الى النجف. وكانت الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق لاسيما النجف تجد صعوبة بالغة في السيطرة على مدينتنا وكانت تعزو اسباب ذلك الى وجود السراديب لذلك كانت كلمة (سراديب) تثير الخوف وعدم الاطمئنان الى اهالي النجف، لانهم كانوا يظنون انه لا احد يستطيع حل اللغز المحير لها، فاذا ما دخل الانسان في بيت يستطيع ان يخرج من بيت اخر يقع على شارع آخر لذلك يصعب تعقبه أو مطاردته). ثم توجهنا بالسؤال الى الاستاذ المحقق والباحث علي جهاد حساني مدير مكتبة امير المؤمنين عن انواع السراديب فأجابنا: ان خير من تحدث عن انواع السراديب النجفية هو الحاج عبد المحسن شلاش في كتابه (آبار النجف ومجاريها) المطبوع عام 1947م.. وهذه الأنواع هي: انواع السراديب :ـ 1ـ السراديب الارضية الموجودة في اغلب الدور معدل عمقها ستة امتار تقريباً. 2ـ سراديب السن (الهصهاص) ومعدل عمقها عشرة امتار. 3ـ سراديب سن القرض ومعدل عمقها خمسة عشر مترا. 4ـ سراديب رأس الطار ومعدل عمقها خمسة وعشرين متراً وهذا النوع قليل جداً و بارد جداً وعقب الباحث والمحقق حسين جهاد على قول الشيخ احمد كاشف الغطاء بقوله: (لابد من حساب للسراديب في اغلب ابنية المدارس، ينزل اليها بسلالم وتسمى (منتصف السن).. أما السراديب الاعمق منه يسمى (سرداب السن) وتحفر حفرة صغيرة وسط المدرسة على شكل متوازي الاضلاع بقطر مترين وعمق عشرين متراً تقريباً وفائدتها حتى ينفذ منها النور ويسحب الماء البارد الى الأعلى ان كانت تصل الى البئر.. وفي الأعلى منافذ هوائية متصلة بالسراديب الفوقانية وهي التي تسمى بـ (البخاريات).. اصول تاريخية وسألناه عن هندسة بناء السراديب هل هي هندسة نجفية الأصل؟ فأجابنا قائلاً: (قد قيل إنها انتقلت من مدينة (شوشتر) الإيرانية لان طبيعتها تحاكي طبيعة النجف، وحفر الآبار فيها عرف قديماً جداً.. وهذا احتمال لا نستبعده..). تصاميم السراديب: وحدثنا الاستاذ (محمود عدوه) عن تصاميم السراديب بقوله: (للسراديب) تصاميم خاصة عرفها النجفيون ثم انتشرت في باقي مدن العراق منها تصميم (القبة دار) التي لا يستخدم في بنائها الا الحجر (الطابوق) والجص من دون استعمال شيء آخر وكانت ترصف الحجارة بهندسة عالية وزخرفة جميلة.. وهذا هو (ذات السطح المستوي) الذي تستخدم فيه الحجارة والحديد او الخشب أو أية مواد أخرى لتقوية سقوف السطح او (السقف) وهذه التصاميم الأولى ترتكز على عمود واحد من البناء يقدر سمكه بمتر مربع. والحديث عن السراديب ذو شجون وسبتقى من أسرار النجف الخفية ……………………………………………… أسرار سراديب النجف.. ملاذ للباحثين عن العزلة أم مهرب من الحر وانقطاع الكهرباء السراديب سر نجفي يثير فضول القادمين إلى المدينة، فضلا عن الباحثين عن الآثار والفنون المعمارية المميزة، وهي شبكة من الأنفاق من يدخلها لا يستطيع الخروج منها إلا بمساعدة من له معرفة بمنافذها وممراتها. ويقول المعنيون بهذه السراديب إنها شيدت لغرض حماية المدينة والدفاع عنها في زمن الهجمات الوهابية، وبعض من أدلتهم على وجهة النظر هذه هو أكبر سراديب النجف المسمى بالسرداب الوهابي. ويقول أحد الباحثين النجفيين في الشؤون التاريخية حيدر نزار في حديث “راديو سوا” إن هذه السراديب تربط أطراف المدينة القديمة الأربعة، وكانت تستخدم في ذلك الوقت لغرض الاختباء، مشيرا إلى أن أهالي النجف باتوا يستخدمونها لبرودتها وسط غياب الطاقة الكهربائية. وعلاوة على طابعها المعماري فإن هذه الأقبية اتسمت بشكل تراثي محبب، ولا سيما بالنسبة لأولئك الذين يبحثون عن العزلة لأغراض المطالعة تارة، ولأغراض الاعتزال الصوفي تارة أخرى، كما يقول الشيخ علي بشير النجفي أحد رجال الدين في النجف. ومن أنواع سراديب النجف السراديب الأرضية التي يصل عمقها إلى ستة أمتار وسراديب السن “الهصهاص” وهي الطبقة الثانية ويصل عمقها إلى 10 أمتار، وسراديب “سن القرض” ومعدل عمقها 15 مترا، وأخيرا سراديب “رأس الطار” وهي بعمق 25 مترا وتمتاز ببرودتها الشديدة حتى في أيام الصيف الحارة. ……………………………………………………………….. والسراديب عبارة عن طبقة بناء سفلية تحفر في باطن الارض وربما تكون من اكثر من طبقة لتصل احيانا الى ثلاث طبقات وتنتهي بطبقة من الصخور الكلسية والتي تسمى بطبقة السن. ويقول الحاج يوسف ابو الطابوق من وجهاء محلة البراق احدى محلات النجف الاربع الشهيرة للوكالة الوطنية العراقية للانباء /نينا/ :” ان النجف القديمة والتي تتألف من محلة العمارة والبراق والمشراق والحويش ، كانت مسورة بسور الآجر والخشب ، وللسور فتحات محددة عليها حراسة مشددة وتغلق هذه الفتحات ليلا وتفتح نهارا لدخول الزائرين . وداخل هذا السور توجد البيوت التي بنيت اهم اجزائها وهي السراديب ، وقد نجحت طريقة بناء السراديب في النجف كونها ارضا مرتفعة وهي اشبه بالهضبة “. ويضيف :” يعمد البناءون الى حفر الارض بمعدات قديمة انذاك حتى يصل الحفر الى طبقة من الصخور تنحت بالازميل لتكون ما تعرف بطبقة السن الصخري وبعدها تنشأ فوقها طبقة اخرى من السرداب ببناء اقواس من الاجر والجص والنورة ويكون رصف السقف بالطابوق المعد لهذا الغرض دون استخدام الخشب او الحديد ويحفر بجانب السرداب بئر وهو ملازم احيانا لوجود السرداب بالاضافة الى بناء فتحات تهوية تعرف بـ /البادكير/ لتغيير درجة حرارة الهواء الداخل والخارج حيث يمر الهواء الحار من اعلى ليبرد حين ملامسته للطابوق ويدخل الى السرداب تيار من الهواء البارد ويساعد على برودته ايضا وجود البئر “. وتتحمل السراديب المبنية بالاجر والجص فقط والمتشكلة على هيئة اقواس ، الضغط والوزن الكبيرين فوقها ، ولها استخدامات متعددة ، فهي تعتبر مكانا للترويح عن النفس ايام الحر القائض حيث برودتها النسبية تجعل من السرداب ملاذا باردا وفي ايام الشتاء القارس في النجف تتخذ مكان دافئا نسبيا. وتستعمل الطبقات السفلى من السراديب لحفظ الطعام والماء البارد كون اغلب السراديب في النجف يبنى بجانبها بئر للماء يتخذه الاهالي معينا لا ينضب في الايام التي عانت النجف فيها من الجفاف كونها ارضا مرتفعة عن مستوى سطح البحر وتتميز بخصائص صحراوية. وكانت تعرف المكانة الاجتماعية للشخص حينما تنظر الى منزله وتجد الطبقات التي بناها من السراديب ، فكلما كانت اكثر كانت المكانة في مجتمعه اكبر ، ويعتبر انه موسور وذو مكانة اجتماعية ، كما هي الحال في اسرة آل سيد سلمان التي تميزت بيوتها في محلة الحويش باحتوائها على اكثر من طبقة سرداب وتكون واسعة لوجود الاسطوانات الكبيرة الساندة للسرداب والتي تحمل اوزان المنزل كله. ويذكر الشيخ احمد كاشف الغطاء من اساتذة الحوزة العلمية والذي تفتخر عائلته بامتلاكها اكبر سرداب في مدينة النجف الاشرف والمعروف بسرداب الشيخ جعفر الكبير ، انه بالاضافة الى الميزات السالفة الذكر ، هناك ميزة واستعمال اخر مهم للسراديب حافظ على مدينة النجف وابنائها من الاعتداءات الخارجية وهي انها استعملت كحصن آمن من الهجمات التي تعرضت لها المدينة حينما هاجم اعراب البادية النجف القديمة ايام الدولة العثمانية والاحتلال البريطاني حيث اختبأ الثوار في شبكة الانفاق الرابطة بين تلك السراديب. ومعروف ان النجف كانت تحتوي على شبكة من الانفاق الكثيرة والمترابطة فيما بينها بشكل محكم وكان يمكن ان يشترك اكثر من جار على بئر واحد وهناك ممرات داخل السراديب مشتركة بين الجيران تسهل خروجهم من خارج الابواب الرئيسة للمنزل اذا اريد الخروج في وقت الاضطرار. ويضيف الشيخ كاشف الغطاء ” تفتخر محلة العمارة بوجود اكبر سرداب فيها وهو سرداب اية الله الشيخ جعفر كاشف الغطاء والمتألف من ثلاثة طبقات وقد انشيء ليكون حصنا لعائلة الشيخ وابناء المحلة حينما تعرضت النجف لهجمات البدو عبر البادية ، وقد تم حفظ مؤونة شهر كامل من الطعام في هذا السرداب الذي كان يحتوي على فتحات كبيرة مترابطة فيما بينها وفيها غرف صغيرة حفظت فيها المخطوطات والكتب المهمة والمراسلات فيما بين العلماء والتي عثر عليها قريبا اثناء القيام بصيانة وترميم السرداب. وتابع :” ذكر هذا السرداب واهميته في كتاب /ماضي النجف وحاضرها/ للشيخ جعفر محبوبة ، ولازال سرداب الشيخ جعفر الكبير يقف شامخا رغم عوادي الزمن ليذكر الاخرين بحكايا عن اهالي النجف ، وهناك اركان في هذا السرداب تحكي اسرار من جلس بقربها ليطلب العلم وقت السلم ويطالع لدرسه او ربما ليرتاح وقت الظهيرة من حر النجف القائض او ربما يحمل السلاح للذود عن اهله “. وتعد السراديب من الارث المهم لهذه المدينة وهو اليوم آيل للزوال بسبب الاهمال والاستغناء عنه لتطور التكنولوجيا ، واصبحت هناك ضرورة ملحة للقائمين على حفظ تراث المدينة من الاهتمام بهذا الطراز المعماري الفريد في العمارة النجفية خصوصا وان النجف مقبلة على مشروع النجف عاصمة للثقافة الاسلامية عام 2012. فهذه السراديب ماهي الا فصل من كتاب يحوي بين ثناياه اسرارا كبيرة للنجف وماضيها ويختزن تاريخا مليأ بالاحداث والقصص والحكايا لاناس طالما افتخروا بماضيهم وتراثهم. ……………………………………………………….. للماضي نكهة خاصة لا يمكن لنا أن ننساها حيث العادات والتقاليد ذات الإرث الحضاري ، و أجمل ما نتذكره منها، السراديب التي كانت منتشرة في مدينة النجف حيث النسمات الباردة في وقت الحر الشديد . كان الناس ينزلون من الطابق الارضي إلى الطابق الأسفل قبل المغرب بقليل بسبب حرارة الصيف التي تصل أحيانا إلى أعلى معدلاتها ، فتلتهب المدينة كلها ، المشراق والعمارة ، والحويش والبراق ليقضوا وقت القيلولة في تلك السراديب .ويرى باحثون أن خبرة البناء هذه اكتسبها الناس من المعماريين الفرس . وتقسم السراديب إلى ثلاثة أقسام ، فالأول يسمى (راهرو) وعدد درجاته من 8-12 درجة والثاني سمي ب(السن ) وعدد درجاته تتراوح مابين 50- 70 درجة. ويستعمل السرداب للخزن أما السرداب “الوسطاني” فسمي (نيمه سن ) وعدد درجاته 20 إلى 24 درجة . و (النيمه) كلمة فارسية معناها (النصف ) وأغلب الناس يركنون اليه بالظهيرة لان حرارته تصل الى 10-15 درجة مئوية . وفي كل سرداب بئر لغرض الحصول على الماء ، حيث الماء الحلو المتصل بشبكة ترتبط في النهر والنفق معا والممتد عبر شط الفرات الى الشبكة الرئيسة التي كانت قريبة من خان (ابو كلل ) ومكانها بالكراج الداخلي . وهذه الشبكة أمر بتشييدها (نادر شاه ) عند زيارته ضريح الإمام علي . وهناك ما يعرف بالسرداب الأعمق أي (السن ) ويجري فيه الماء بانسيابية إلى السراديب الأخرى . بالإضافة الى (البراني) أي استقبال الضيوف لما تتمتع به هذه المدينة العريقة المحبة للكرم والضيافة . ويذكر كتاب لابن بطوطة (قبل حوالي 800 عام ) هذه السراديب النجفية بالقول : زرت هذه المدينة وتعرفت على أهلها ، فأنزلوني الى ذلك السرداب الذي لم أره في أي مدينة أخرى فمكثت فيه يومين ) ،. كيفية بناء السراديب : جميع السراديب تبنى بالطابوق وسقوفها تعقد على شكل قبة من دون استعمال (الشيلمان ) أو “الشيش المسلح ” وتبلط أرضيتها بالطابوق (الفرشي) الذي يعطي برودة للمكان . الجدير بالذكر أن السراديب قد استغلت وبشكل كبير لعقد الاجتماعات الحزبية والتنظيم السري للأحزاب الوطنية المناهضة للحكومات المبادة ،فيما كانت ملاذا للمطلوبين والهاربين من الانكليز آنذاك . وشهدت السراديب أيضا الحفلات الغنائية أي( كيوف الطرب ) وكانت تستمر الى ثلاثة أيام بلياليها ، وفي أوائل القرن العشرين حصلت أحداث مهمة في النجف ، وبالأخص عند دخول الانكليز فكانت اجتماعات جمعية النهضة السرية بقيادة رجال العلم منهم الشيخ محمد جواد الجزائري ومحمد رضا الشبيبي وعباس الخليلي وغيرهم . وكذلك تم أعداد تلك السراديب في الأربعينات أوكارا للأحزاب السرية منها الحزب الشيوعي العراقي وبعض الحركات السياسية الأخرى . أخيرا فان سراديب المقابر في وادي السلام التي تنزل في باطن الارض الى اكثر من 50 درجة ،أي السراديب القديمة التي دفنت فيها (الجنائز العبسية ) ، إشارة إلى بني عبس، فاستخدمت في إخفاء المناشير السرية واللافتات التي تم رفعها في مظاهرات 1956 الصاخبة . …………………………………….. تعد السراديب /القبو/ في مدينة النجف القديمة من الميزات المعمارية التي لم تنفك عن البيت النجفي القديم. والسراديب عبارة عن طبقة بناء سفلية تحفر في باطن الارض وربما تكون من اكثر من طبقة لتصل احيانا الى ثلاث طبقات وتنتهي بطبقة من الصخور الكلسية والتي تسمى بطبقة السن. ويقول الحاج يوسف ابو الطابوق من وجهاء محلة البراق احدى محلات النجف الاربع الشهيرة:” ان النجف القديمة والتي تتألف من محلة العمارة والبراق والمشراق والحويش ، كانت مسورة بسور الآجر والخشب ، وللسور فتحات محددة عليها حراسة مشددة وتغلق هذه الفتحات ليلا وتفتح نهارا لدخول الزائرين . وداخل هذا السور توجد البيوت التي بنيت اهم اجزائها وهي السراديب ، وقد نجحت طريقة بناء السراديب في النجف كونها ارضا مرتفعة وهي اشبه بالهضبة “. ويضيف :” يعمد البناءون الى حفر الارض بمعدات قديمة انذاك حتى يصل الحفر الى طبقة من الصخور تنحت بالازميل لتكون ما تعرف بطبقة السن الصخري وبعدها تنشأ فوقها طبقة اخرى من السرداب ببناء اقواس من الاجر والجص والنورة ويكون رصف السقف بالطابوق المعد لهذا الغرض دون استخدام الخشب او الحديد ويحفر بجانب السرداب بئر وهو ملازم احيانا لوجود السرداب بالاضافة الى بناء فتحات تهوية تعرف بـ /البادكير/ لتغيير درجة حرارة الهواء الداخل والخارج حيث يمر الهواء الحار من اعلى ليبرد حين ملامسته للطابوق ويدخل الى السرداب تيار من الهواء البارد ويساعد على برودته ايضا وجود البئر “. وتتحمل السراديب المبنية بالاجر والجص فقط والمتشكلة على هيئة اقواس ، الضغط والوزن الكبيرين فوقها ، ولها استخدامات متعددة ، فهي تعتبر مكانا للترويح عن النفس ايام الحر القائض حيث برودتها النسبية تجعل من السرداب ملاذا باردا وفي ايام الشتاء القارس في النجف تتخذ مكان دافئا نسبيا. وتستعمل الطبقات السفلى من السراديب لحفظ الطعام والماء البارد كون اغلب السراديب في النجف يبنى بجانبها بئر للماء يتخذه الاهالي معينا لا ينضب في الايام التي عانت النجف فيها من الجفاف كونها ارضا مرتفعة عن مستوى سطح البحر وتتميز بخصائص صحراوية. وكانت تعرف المكانة الاجتماعية للشخص حينما تنظر الى منزله وتجد الطبقات التي بناها من السراديب ، فكلما كانت اكثر كانت المكانة في مجتمعه اكبر ، ويعتبر انه موسور وذو مكانة اجتماعية ، كما هي الحال في اسرة آل سيد سلمان التي تميزت بيوتها في محلة الحويش باحتوائها على اكثر من طبقة سرداب وتكون واسعة لوجود الاسطوانات الكبيرة الساندة للسرداب والتي تحمل اوزان المنزل كله. ويذكر الشيخ احمد كاشف الغطاء من اساتذة الحوزة العلمية والذي تفتخر عائلته بامتلاكها اكبر سرداب في مدينة النجف الاشرف والمعروف بسرداب الشيخ جعفر الكبير ، انه بالاضافة الى الميزات السالفة الذكر ، هناك ميزة واستعمال اخر مهم للسراديب حافظ على مدينة النجف وابنائها من الاعتداءات الخارجية وهي انها استعملت كحصن آمن من الهجمات التي تعرضت لها المدينة حينما هاجم اعراب البادية النجف القديمة ايام الدولة العثمانية والاحتلال البريطاني حيث اختبأ الثوار في شبكة الانفاق الرابطة بين تلك السراديب. ومعروف ان النجف كانت تحتوي على شبكة من الانفاق الكثيرة والمترابطة فيما بينها بشكل محكم وكان يمكن ان يشترك اكثر من جار على بئر واحد وهناك ممرات داخل السراديب مشتركة بين الجيران تسهل خروجهم من خارج الابواب الرئيسة للمنزل اذا اريد الخروج في وقت الاضطرار. ويضيف الشيخ كاشف الغطاء:” تفتخر محلة العمارة بوجود اكبر سرداب فيها وهو سرداب اية الله الشيخ جعفر كاشف الغطاء والمتألف من ثلاثة طبقات وقد انشيء ليكون حصنا لعائلة الشيخ وابناء المحلة حينما تعرضت النجف لهجمات البدو عبر البادية ، وقد تم حفظ مؤونة شهر كامل من الطعام في هذا السرداب الذي كان يحتوي على فتحات كبيرة مترابطة فيما بينها وفيها غرف صغيرة حفظت فيها المخطوطات والكتب المهمة والمراسلات فيما بين العلماء والتي عثر عليها قريبا اثناء القيام بصيانة وترميم السرداب. وتابع :” ذكر هذا السرداب واهميته في كتاب /ماضي النجف وحاضرها/ للشيخ جعفر محبوبة ، ولازال سرداب الشيخ جعفر الكبير يقف شامخا رغم عوادي الزمن ليذكر الاخرين بحكايا عن اهالي النجف ، وهناك اركان في هذا السرداب تحكي اسرار من جلس بقربها ليطلب العلم وقت السلم ويطالع لدرسه او ربما ليرتاح وقت الظهيرة من حر النجف القائض او ربما يحمل السلاح للذود عن اهله “. وتعد السراديب من الارث المهم لهذه المدينة وهو اليوم آيل للزوال بسبب الاهمال والاستغناء عنه لتطور التكنولوجيا ، واصبحت هناك ضرورة ملحة للقائمين على حفظ تراث المدينة من الاهتمام بهذا الطراز المعماري الفريد في العمارة النجفية خصوصا وان النجف مقبلة على مشروع النجف عاصمة للثقافة الاسلامية عام 2012. فهذه السراديب ماهي الا فصل من كتاب يحوي بين ثناياه اسرارا كبيرة للنجف وماضيها ويختزن تاريخا مليأ بالاحداث والقصص والحكايا لاناس طالما افتخروا بماضيهم وتراثهم.