النجف نيوز – حوار مع الشاعرة والاعلامية المبدعة ابتهال بليبل
بليبل ترسل رسالة مكتوبة بالرماد وعن دمية عالقة في اسلاك شائكة
النجف نيوز/ حاورها – حيدر كشكول
هي التي تقول : يُقَال في الأخبار : إن أجواء مدينتي ساخنة جدا
أَعلمُ … و أعلمُ أنها لَن تكُون أبدا بسخونة رصيفٍ تشتعل فوقه أقدام الانتظار
أقدام لَن تنطفئ بماء الوعودِ الباردةِ
ولَن تنتظر فصول الربيع .
فمن بعيد …سيحملها الانفجار بين الضحايا.
تعتبر ابتهال بليبل من الوجوه الإعلامية التي تكتب قصيدة النثر الحديثة ، صدر لها ديوان ” دمية عالقة في أسلاك شائكة ” عن دار أكد للترجمة والتوزيع والنشر بريطانيا – القاهرة ، ويقع هذا الديوان في ( 130 ) صفحة من الحجم المتوسط ويضم أكثر من ( 80 ) نصا شعريا ، منها : رصيف بلا ضوء ، سندريلا ، هاوية الصعود ، كأنها ميتة ، أوراق وشموس ، جدران وشقوق ، أكفان قصيرة ، رسالة مكتوبة بالرماد ، بغداد لا تموت وغيرها .. وصفت تجربتها الشعرية من التجارب القليلة التي تتسم بالهم الانساني الحقيقي ، وترصد الشارع العراقي وآلامه ، ما جعلها تتميز عن غيرها بقدرتها على نقل هذا الواقع و صوره من انفجارات وموت وحزن وفقر و خوف ، فتحول نصها الى مرآة تؤرخ و ترصد و تتماهى مع معاناة الشعب العراقي اليومية.
1.ابتهال بليبل ، ماهو تقييمك للمشهد الشعري النسائي العراقي والعربي حاليا ؟
لا استطيع أن انفي حالة الاستياء التي اشعر بها كلما القيت نظرة على المشهد الشعري النسائي العراقي ، ولكنني اؤمن بالصدق الذي يمنح الشاعر قيمته ، وأن المشهد عموما يعاني من قلة الشواعر ، أما اللواتي يصدحن بأصواتهن اليوم من وراء منصات الشعر اغلبهن ، وأقول اغلبهن بعيدات عن المشهد الشعري الحقيقي .
2.من خلال انتقادك للظواهر السلبية : هاجمت الوسط الأدبي ، وهوجمت من طرفه كثيرا ، كيف وجدت القوة الكافية للصمود في وجه التيار ؟ ماذا خسرت وماذا رحبت ؟
لا توجد أي خسارة بالنسبة لي ، ولعل الخسارة الوحيدة التي لا ارغب أن تلصق بي هي تهمة أن أكون رقماً مكملا لبعض اللواتي يطلق عليهن تسمية ” شواعر ” ، فالشاعر بنظري حكاية تعقبها مرارة بمعناها الجوهري. وقد واجهت الظواهر السلبية وهاجمتها بقوة. كما لا انكر انني هوجمت خاصة من نساء الوسط الثقافي ، لأنني كنت صريحة في طرح ما رصدته من سلبيات ، فأنا لست مزيفة ، وحقيقتي تجرح الكثير من الذين صادفتهم في حياتي.
3.ماذا تريد ابتهال أن تقول للعالم عبر قصائدها ؟
أحب أن الفت النظر إلى واقع مرير نعيشه يحاول الكثير من الناس تجاهله بسذاجة ، اريد ان أقول للعالم ” هذه حقيقة الانسان ” .
4.بما أنك تكتبين قصيدة النثر، هل أنت ممن يؤمنون بالحداثة بشكل مطلق أم أنك تميلين الى مزج الماضي بالحاضر ؟
على الرغم من ايماني بالحداثة ، إلا أنني أعشق الماضي بطبيعتي وأميل إلى مزجه بالحاضر، وقصيدة النثر التي تتناغم صورها بين الماضي والحاضر ، يكون لها هوية .
5.بعض كتّاب قصيدة النثر لا يعترفون بالأشكال الموزونة ، فما هو موقفك منها ؟
تذهلني الاشكال الموزونة، تمر ساعات طويلة وأنا أقرأ الشعر الموزون، واجد ضرورة ملحة في التمكن من الاشكال الموزونة .
6.ترتبط مواضيع ابتهال بليبل دائما بالقضايا الانسانية وتعرية بشاعة الواقع ، عكس التيار الشعري النسائي الذي يميل الى الحب والرومانسية ، فلماذا اخترت هذا الاختلاف ؟
في خضم واقع مؤلم لا يمكن التغاضي عنه ، اجدني كل يوم بحكم مهنتي ( الصحافة ) بين نساء “الضيم ” والفقر والفاقة والعوز والحرمان ، أجدني بين عمال المدابغ والأيتام وغيرهم الكثير ، هل يمكنني العودة بعد كل جولة ميدانية للكتابة عن الحب والرومانسية ، كيف استطيع قمع شعوري بالانهزام والخيبة والحزن مقابل السخرية من حالهم.
والحق ، أنا لم اقصد اختيار هذا الاختلاف والسير عكس التيار الشعري النسائي الذي يميل إلى الحب والرومانسية ، ولكن الحال فرض علي أن اكون انسان يعي هموم غيره ومعاناتهم ، أظنها خيانة كبيرة بحق دموع الارامل والأيتام ، خيانة بحق الرجل المسن الذي لا يقوى على توفير لقمة عيشه وعلاجه ، وبحق هذا البلد الجريح .. جريمة كبرى أن اتغزل بحبيب بعد كل هذا .