النجف نيوز – الشعائر الحسينية مفردة من مفردات الاتصال بالله (عزّ وجلّ)
المواظبة على الشعائر الحسينية تخلد القيم والمبادئ وتحافظ عليها
النجف نيوز/ تحقيق: عماد بعو
الشعائر الحسينية
عِبرة وعَبرة
الشعائر الحسينية مجموعة الطقوس العبادية التي توثق ما جرى على الإمام الحسين (عليه السلام) في العاشر من محرم الحرام، ومن يؤدي الشعائر يبتغي رضا الله(تعالى) ورضا أهل البيت (عليهم السلام) انطلاقا من قول سيد الشهداء (رضا الله رضانا أهل البيت).
وان الغاية التي تقام من أجلها الشعائر الحسينية هي تقوى القلوب والتقرب لله (تبارك وتعالى) لكون ان الإمام (عليه السلام) قدم نفسه قربانا للإسلام والمسلمين لهذا يحي المسلمون و الاحرار في العالم ذكرى استشهاده وأهل بيته واصحابه وسبي عياله. مجلة (الروضة الحسينية) تناولت فحوى الشعائر ودلالاتها وأهميتها وكيفية الحفاظ عليها في التحقيق التالي.
التقرب الى الله (تعالى)
التربوي مثنى طالب استهل الحديث عن مفهوم الشعائر واهميتها قائلا” ان الشعائر في معناها اللغوي تعني القرب والمودة، وهي مجموعة من الاعمال والاعتقادات يفعلها الفرد للتقرب من الله (تعالى) مثل (الصلاة ، الصوم، الحج ..الخ) اما الشعائر الحسينية هي الاعمال التي نقوم بها في عاشوراء لنحي من خلالها ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)، ومن خلال تلك الشعائر استمرت الثورة الحسينية عبر العصور والسنين، وستبقى مادامت تلك الشعائر قائمة، ومن خلالها أيضاً وصل صوت الإمام الحسين(عليه السلام) الى بقاع العالم، وانتشرت ثقافة عاشوراء ودخلت افواج العاشقين في حب الإمام لأنه اصبح رمزاً للأحرار، لذلك يتوجب علينا مراعاة الكيفية التي من خلالها تؤدى الشعائر الحسينية الاصيلة لكي تبقى مصدر ألهام لكل الثوار في العالم”.
للشعائر الحسينية ابعاد تربوية ونفسية عديدة
الاستشاري في مركز الارشاد الاسري في العتبة الحسينية المقدسة، الدكتور عبد عون عبود المسعودي تحدث عن الابعاد التربوية والنفسية والاخلاقية للشعائر الحسينية فقال” الشعائر الحسينية هي مفردة من مفردات الاتصال بالله (عز وجل) إذ تسود فيها الاجواء الروحانية ولها تأثير كبير على النفس البشرية ففي علم النفس هنالك ما يسمى بالتفريغ الانفعالي والنفسي، وهذا التفريغ الانفعالي يحتاجه الإنسان في حياته اليومية بسبب تعرضه للضغوط النفسية الكبيرة، والشعائر الحسينية بما تحمله من قيم ومبادئ وبما فيها من طقوس تحرك العواطف وتثير الوجدان قادرة على احداث عملية التفريغ”.
وتابع” ان الإمام الحسين(عليه السلام) استشهد ليصلح ما افسده الفاسدون وكان الاصلاح شاملا لكل الجوانب ومنها الجانب السياسي والاجتماعي والديني وغيره، فمن واجبنا ان نمارس الشعائر التي تليق بالقضية الحسينية، وعلينا ان لا نفرغ الثورة من محتواها”.
واختتم المسعودي” علينا ان نقرأ الإمام الحسين (عليه السلام) قراءة واعية لأخذ العبر و للاستفادة من هذه الشخصية العظيمة فمن الضروري معرفة كيف كان يعيش الإمام، وكيف ناضل وقدم كل ما عنده وكل ما يمتلك، وحري بنا ان نقتدي به، وان نضحي من اجل الإسلام، و ان نمارس الشعائر الحسينية التي يقبلها الله (جل وعلا) لا الشعائر التي تبتعد عن جوهر القضية الحسينية”.
اظهار الحزن والجزع اثناء اداء الشعيرة الحسينية
الخطيب الحسيني، السيد علاء حسين الصافي ذكر” ان أهل البيت (عليهم السلام) كانوا يظهرون الحزن والجزع على مصاب سيد الشهداء (عليه السلام) فمثلا ان ابا هارون الشاعر كان يأتي الى الإمام الصادق (عليه السلام) فيطلب منه ان يقرأ في رثاء الحسين (عليه السلام) فيقرأ فيقول له الإمام: اقرأ لي بالطور العراقي الحزين (حسب الرواية) اي ان يرقق الصوت ويظهر فيه علامة الحزن، وان لا يتمثل بمجالس اللهو والغناء”.
ونوه الصافي” ان دخول اقوام متعددة ومختلفة حضاريا وثقافيا الى الإسلام تأثرا بمظلومية الإمام الحسين(عليه السلام) تسبب في ظهور بعض الممارسات المستحدثة في الشعائر الحسينية لكون هذه الممارسات تشكلت من القيم المعنوية والروحية لتلك البلدان لذا دعا علماءنا الى تنقية وتهذيب الشعائر حتى تؤدي الغاية التي وجدت من اجلها وهو احياء مظلومية الإمام الحسين (عليه السلام)”.
هنالك تنظيم وتنسيق لعمل المواكب الحسينية
رئيس قسم الشعائر والمواكب الحسينية للعتبتين الحسينية والعباسية المقدستين رياض نعمة السلمان أجمل حديثه عن تنظيم عمل المواكب بالآتي” بعد سقوط النظام البائد اسسنا لجنة تعنى بتنظيم المواكب، وبدأنا بتنظيم عملية سير الزائرين في المناسبات الدينية التي تخص مدينة كربلاء خصوصا في فترة الذروة لاسيما زيارة أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)، وان هدفنا هو ان نجعل الشعائر الحسينية رسالة لكل العالم وليست مجرد مظاهر للحزن”.
وبين” توجد بعض الممارسات العشوائية لأداء الشعائر وفي هذه الحالة ننذر المتجاوز واذا تكرر التجاوز سنسحب الهوية ممن خالف الشروط والضوابط من أصحاب المواكب ولدينا كوادر مختصة و ممثليات ومكاتب خاصة بالمواكب الحسينية في كل العراق وهي بحدود (27) ألف موكب وهيئة خدمية من داخل وخارج العراق”.
وتابع السلمان” نحن كهيئة لدينا تعليمات وتعهدات خطية لجميع اصحاب المواكب تنص على عدم سد الطرق السابلة وعدم غلق المحلات التجارية والفنادق وعدم نصب المواكب فوق المنهولات، ولدينا لجان تفتيشية يمارسون عملهم بإتقان ويقومون برصد المخالفات الصادرة عن اصحاب المواكب ومحاسبتهم، فنحن نبذل مجهود كبير في سبيل ابقاء الشعائر الحسينية في مسارها الصحيح”.
نهتم بأصل الشعائر ونسعى للحفاظ على جوهرها وقيمتها
فيما قال الحاج حسين الفتلاوي أحد افراد موكب الحسن المجتبى (عليه السلام) ” نحن نلتزم بتعليمات هيئة المواكب الحسينية ونحافظ على الممتلكات العامة و الخاصة، واننا نهتم بأصل الشعائر ونسعى للحافظ على جوهرها وقيمتها ودلالاتها، فالخدمة الحسينية شرف عظيم لكل انسان لما لها من اجر وثواب كبير عند الله (سبحانه وتعالى) لذلك شرعت المواكب الحسينية على تقديم أفضل الخدمات للزائر الكريم، مضيفا” ان ما تقوم به المواكب الحسينية يعد مواساة لسيد الشهداء (عليه السلام) الذي قدم أهل بيته واصحابه قرابين من أجل حفظ بيضة الإسلام وما يقوم به الزائرون الوافدون من بقاع الارض ما هو الا تعبير عن تفاعلهم مع القضية الحسينية”.
على المنشد ان يراعي كيفية اداء القصيدة الحسينية
الرادود مالك المنصوري وجه نصيحة الى المنشد الحسيني قائلا” على الرادود الحسيني ان يراعي أهمية القصيدة الحسينية وان يفهم المغزى الذي يريد الشاعر ايصاله، وكذلك عليه ان يختار المقام الذي يلائم القصيدة وكيفية أداءها فالقصيدة تحمل في طياتها معاني الثورة و المظلومية فلابد أن نسير على هذا النهج”.
وبين” ان قدسية القصيدة تحتم علي ان اكون هادئ النفس مطمئن عند صعود المنبر وان اكون على طهارة كاملة، وان لا تغرني الكاميرات، وان اسعى للتقرب لله (تعالى) من خلال ادائي للقصيدة فالإمام الصادق (عليه السلام) قال (ما من أحد قال في الحسين شعراً، فبكى، وأبكى به، إلاّ أوجب الله له الجنّة، وغفر له)”.
وتابع” أنصح الرادود او المنشد الحسيني ان يبتعد عن الاستوديو الغير ملتزم، واوصيه ان يسير على نهج الرواديد الكبار الذين أدوا قصائد حسينية مثلت التراث الحسيني الاصيل وبقيت خالدة على طول السنين لكونها متفقة مع تعاليم ووصايا أهل البيت (عليهم السلام)، كما ان الرادود يجب ان يهتم بمظهره ان يكون خلوق ومتدين وملتزم بمنهج أهل البيت (عليهم السلام)، و أرى ان تقام دورات للرواديد لكي لا تفقد القصيدة الحسينية محتواها ومعانيها السامية وان تبقى قصيدة مقدسة تحتفظ بدلالاتها العظيمة”.