النجف نيوز – أضواء على ناحية الشبكــة في مُحافظـة النجف الأشرف
مارس 4, 2016
87
بقلم / مُحمّد عبد الغني السعيدي
في مُحافظة النجف الأشرف وعلى بُعد 172 كم وفي طريق غير مُعبّد توجد هُناك ناحية بعيدة عن الأنظار والأسماع وقد أكل عليها الدهر وشرب ، وهي في طي النسيان ، إنها ناحية الشبكة الحدودية أو كما يُسمّيها الأغلبية ( إشبجة ) ، وتُسمّى في المصادر ( الشبيكة ) وذلك لكثرة الآبار فيها ومن حولها وتُسمّى آبار الحسيان .يقول ياقوت الحموي في كتابه ( مُعجم البُلدان ) :الشبيكة : بالكاف ، بين مكة والزاهر على طريق التنعيم ومنزل من منازل حاج البصرة بينهُ وبين وجرة أميال .قال عدي بن الرقاع العاملي :عرف الديار توهماً فأعتادها من بعد ما شمل البلى أبلادها إلاّ رواسي كُلّهن قد إصطلى حمراء أشعل أهلها إيقادها بشبيكة الحور التي غربيها فقدت رسوم حياضها ورادها طريق التنعيم هو الطريق القديم الذي كان يربط العراق بالحجاز وهو نفسه طريق الحج القديم ، ناحية الشبكة على خط طول 41،43 دقيقة وعلى خط عُرض 48،30 دقيقة .وتقع الناحية في الجزء الجنوبي الغربي من مُحافظة النجف الأشرف .تبعُد مسافة 90 كم عن مركز المعانية الحدودي ، وتبعد مسافة 140 كم عن مركز مُحافظة رفحاء السعودية ، وتبعد مسافة 250 كم عن مركز ناحية النخيب ، أما المساحة الكُلية للناحية فهي 24277 كم2 أما مساحة مركز الناحية فلا يتجاوز 1 كم2 .وناحية الشبكة تقع بالقُرب من الطريق القديم المسمى درب زبيدة ( هو نفسهُ طريق الحج القديم ، وقد سُمّي بهذا الإسم في العصر العباسي ) .علماً أن هذا الطريق قد سلكهُ الإمام الحسين “ع” حينما قدم إلى كربلاء المقدسة سنة 60 هجـ وقد سلكهُ قبل قدوم الإمام الحسين “ع” سعد بن أبي وقاص عند قدومه إلى معركة القادسيّة سنة 17 هجـ .وفي زمن الدولة العباسية تم تجديد وتنظيف هذه الابار بأمر من زُبيدة زوجة هارون العباسي ، وقد سُمي هذا الطريق فيما بعد بإسم زُبيدة . وقد سلك هذا الطريق الكثير من الرحالة ومنهم الرحالة ( إبن جُبير ) و ( إبن بطوطة ) علماً أن هذا الطريق يبدأ من النجف حتى يصل إلى مكة وهو بطول 1400كم .وقد قامت الحكومة السعودية بترميم وتجديد هذه الآبار الموجودة في أراضي العراق ، فهي في حال يُرثى لها وتحتاج إلى صيانة .وتوجد الكثير من الشواهد التأريخيّة الموجودة على طول هذه الطريق لازال قسم منها موجوداً إلى الآن . ويبدأ الطريق من النجف إلى الرحبة بمسافة 38 كم ومن الرحبة إلى بُركة زُبيدة 15 كم وكانت تُسمّى قبل هذا عُذيب الهجانات ، وهي إحدى المنازل التي نزل بها الإمام الحُسين “ع” .ومن بركة زُبيدة إلى بركة وبئر وقصر أم القرون ( أم كرون ) 8 كم ( وتم بناء هذا القصر في عهد الملك شاه سلجوقي ) . ومن بركة أم قرون إلى بركة المغيثة 22 كم ومن بركة المغيثة إلى بركة حمد 14كم ومن بركة حمد إلى بركة وقصر وبئر الحمام 14 كم ومن بركة الحمام إلى بركة مسيجد 13 كم ، ومن بركة مسيجد إلى بركة وبئر الطلحات 18 كم ( يوجد هُنا آثار كثيرة جداً ) .ومن بُركة الطلحات إلى بركة العميّة 14كم ، ومن بركة العميّة إلى شعيب السجر 8 كم ومن شعيب السجر إلى مركز ناحية الشبكة 7 كم ومن ناحية الشبكة إلى بركة أبو مسك 9 كم ومن بركة أبو مسك إلى آبار شراف 20 كم .. ويستمر الطريق إلى ( واقصة ) ومنها إلى بركة حوارة ومنها إلى بركة العقبة ( الأعكبة ) ومنها إلى بركة زبالة ( تقع داخل الأراضي السعودية ) .وقد أصبحت ( الشبكة ) ناحية رسمياً بموجب المرسوم الجمهوري المرقم 42 لسنة 1961م وكانت تابعة لقضاء السماوة ( المثنى ) التابعة لمحافظة القادسية ( الديوانية ) .تعداد السُكان في ناحية الشبكة لعام 1987م كان 284 نسمة وفي سنة 1977م كان 328 نسمة أما اليوم فهو حوالي 400 نسمة .وأول من سكن الناحية وما زال هو الحاج أيوب الكُبيسي وسكن في عام 1925م ( علماً أن الحاج من مواليد 1890م ) وهو أول مُختار لناحية الشبكة .كما يوجد العديد من الدوائر في الناحية وهي :المدرسة : وتأسست سنة 1960م وكان أول مُدير لها هو الأستاذ الفاضل مُحمّد الظالمي ، أما عدد التلاميذ فكان 45تلميذ وتلميذة . والشيء اللّطيف اليوم هو أن عدد التلاميذ 68 مركز الشرطة :وتأسس سنة 1925م ويُسمّى مركز شُرطة أبو حنيك ( أبو حنيج ) .أبو حنيك هذا هو ضابط بريطاني كان مسؤولاً عن البادية العراقية لغاية سنة 1930م مركز شرطة الجمارك :وتأسس سنة 1958م المستوصف :وتأسس سنة 1960م دائرة الكهرباء :وأول مولدة وصلت الناحية كان في سنة 1958م أما بناء الدائرة الحالية فكان في عام 1970م وفي نفس الفترة بني مشروع الماء .مسجد الناحية :وقد تم بناؤه سنة 1980م وأنا المؤذن فيه فترة وجودي في الناحية وإذا لم أكن موجوداً فيؤذن فيه حمود عواد الشعلان ) .ولم يبقى من آثار الإنجليز في الناحية سوى أطلال المركز القديم والأسلاك الشائكة الموجودة حول المركز القديم والدار التابعة لمأمور المركز .وعلى بُعد مسافة 4 كم في الجهة الشرقية للناحية يوجد أثر لعين ماء إنفلقت من قُدرة الله تعالى وكان ذلك سنة 1941م وقد أكدها لي الحاج أيوب ، ولكن الماء إنقطع بعد فترة من الزمن ، وتُسمّى ( الصوكعة ) .وقد حضر إلى الناحية في ذلك الوقت لرؤية الماء الوصي على عرش العراق آنذاك عبد الإله وحضر معهُ مُدير شُرطة البادية عبد الجبار الراوي .كما يوجد مكان مُقدس وعظيم بالقرب من الناحية وعلى بعد مسافة 6 كم وبإتجاه الشرق توجد هُنا عين ماء وهي مصدر كرامات كثيرة جداً . إنها عين ( وهب الأنصاري ) أحد أصحاب الإمام الحسين “ع” حيث أنه وعند مرور الإمام عليه السلام من هذا المكان ترك لنا هذه العين لتكون شاهداً على مروره من هُنا .المشاكل التي تُعاني منها الناحية :أولاً : مسألة الطريق حيث أن الطريق يحتاج إلى تعبيد وتعديل وزيادة وترسيم في العرض قدر المستطاع .ثانياً : مدرسة الناحية بحاجة إلى كادر تعليمي حيث لا أستطيع القيام بكُل شيء بمفردي ( وهي مُشكلة تُسبب لي مشاكل كثيرة جداً مع المسؤولين ) .ثالثاً : عدم وجود دائرة بيطرة في الناحية ووجودها في هذه الناحية أمر ضروري جداً .رابعاً : إنعدام وسائل وخدمات الإتصال في الناحية .خامساً : البطالة مُنتشرة في هذه الناحية بين الشباب .هذه صورة موجزة عن تأريخ وجغرافية وإداريات ومُعاناة الناحية وأهلها الطيبين ، أتمنى أن تجد الرعاية والإلتفات اللائق بها في عهد العراق الجديد من المسؤولين وفاءاً لها ولأبنائها الأخيار.
( ملاحظة : كُتبت المقالة عام 2007م )