النجف نيوز – شناشيل صحفية على الطريقة النجفية قراءة في كتاب بناء النص الصحفي، نظرية وتطبيقا
فبراير 20, 2015
57
النجف نيوز/عرض- حيدر حسين الجنابي
في سابقة جميلة، ولد من رحم مدينة العلم والعلماء، إصدار غاية في الاهمية، كما أراه شناشيلا صحفية على الطريقة النجفية، في بناء النص الصحفي، حيث القت مهنة المتاعب بأوزارها على مدينة العلم والعلماء، يوم أصدرت العتبة العلوية المقدسة كتاب (بناء النص الصحفي –النظرية والتطبيق) تأليف الصحفي فائق الشمري، نقل فيه وبنكهة نجفية خالصة تجربته الصحفية مستعينا بمصادر كبار الصحفيين في العالم العربي.. تناول في مضمونه أسس العمل الصحفي نظرية وتطبيقا .. لتكون صفحات هذا الكتاب الـ 468 حصيلة جهد يقول عنه الشمري انه أستغرق منه قرابة الثلاثة اعوام.. منوها: انه لايدعي فيه القول الفصل مبررا ذلك بالقول ان هذا العلم- الصحافة- اكبر من ان تضمه صفحات كتاب واحد، انما هي محاولة سبقني اليها آخرون ركزوا فيها على جوانب أخرى.. مقدما شكره لكل من قدم له نصيحة او وجهه، شاكرا ايضا كل من سيقرأ هذا الكتاب بالقول: وبعد فإني أشكر كل من قدم لي النصح أو وجهني في عملي، وأشكر مقدما كل من سيقرأ هذا الكتاب مقيّما له، بحافز الحرص على الاضافة وتطوير العمل البحثي العلمي الجاد.وياتي أصدار هذا الكتاب على ما يراه الشمري: انه لا يريد من ورائه شهرة او اطراء، بقدر ما سيقدمه هذا الكتاب من فائدة لقرائه وخدمة لهواة هذا الفن، وهي الغاية الاسمى، لاسيّما انه يرى ان الإعلام وسيلة وليست غاية، يراد منها ان ترتقي بالانسانية الى مديات فكرية سامية وصادقة، لذا جاء هذا الكتاب ليركز على أربع من فنون العمل الصحفي المهمة: الخبر، المقال، الحديث، التحقيق.. وتقديم الأسس الفنية التي نصت عليها كتب كبار اساتذة الصحافة لهذه الأركان وتقديم مادة تطبيقية من بين ما ضمته مجلة الولاية بين طياتها من نماذج.وعن سبب أختيار الشمري لمجلة الولاية يقول: وكان اختياري لهذه المجلة ينطلق من اسباب عدة، ذلك اني اكاد أجزم أن أفضل الرسائل الإعلامية مصداقية وإخلاص هي تلك التي تنبثق من صميم الدين الإسلامي الحنيف وتدور في فلكه، وقلّما نجد في خضم زحمة النتاجات الإعلامية التي يعج بها العراق بخاصة والعالم بعامة؛ قلّما نجد من هذه النتاجات ما يشبه مجلة الولاية، التي تهدف إلى تنمية الوعي الجماهيري بعيدا عن التوجيه اللامحسوس تجاه مصالح خاصة سياسية، اقتصادية، إيديولوجية..الخ.كما ان هذه المجلة تصدر عن احد أهم المراكز الدينية حساسية في العالم، حيث مرقد أمير البلاغة والبيان ورمز الإسلام العظيم -بعد الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله- الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام)، كما إنها تصدر في رحاب مدينة مقدسة تعد حاضرة العلم والمعرفة الأولى في العالم الاسلامي.يتكون الكتاب من خمسة فصول موزعة على النحو الآتي، الفصل الاول نشأة وتطور الصحافة، وتناول الفصل الثاني الخبر الصحفي امّا الفصل الثالث فتحدث عن فن المقال، ثم فن الحديث الصحفي، وانفرد الفصل الخامس بفن التحقيق وانواعه، واختتم الكتاب بنصائح وارشادات مهمة جدا يحتاجها المحرر او المصحح اللغوي في المؤسسات الاعلامية كافة.والمتصفح لما يورده هذا الكتاب الشيق من فنون صحفية ومايرافق كل فن من امثلة غنية، بطريقة سلسة ومبسطة بعيدة عن التعقيد الذي يرافق مثل هذا النوع من الكتب التخصصية، فهو يصلح كمادة اكاديمية للتدريس في اقسام الصحافة في الجامعات فضلا عن اغنائه للصحفيين الذين يمتهنون الصحافة ويحتاجون الى الوسيلة لسبر غور هذا العلم .كما استعرض الكتاب ماهية الصحافة ونشأتها وتطورها لدى البلدان العربية ومنها العراق بالتأكيد، ومن ثم التعريج على الصحافة النجفية، كونها مهد ولادة النموذج التطبيقي لهذ البحث وهو “مجلة الولاية”. ومن الفخر ان يخرج من رحم الصحافة النجفية صحفي أستطاع ان يحول تجربته الصحفية الحافلة بالعديد من النتاجات الصحفية الى منهاج عمل يستطيع من خلاله هواة هذا الفن ان يستعينوا به في مشوارهم العملي.انا ادرك كما يشاطرني الرأي كل من يمتهن العمل الصحفي، ان تأليف هذا الكتاب ليس بالشيء اليسير، لذا نشد على يد الشمري ونبارك له هذا الجهد الكبير، والانجاز المهم، وليس هذا بغريب على النجف الاشرف وهي الولادة للرجال الرجال، ليكون هذا الاصدار الاول من نوعه خلال تـأريخ هذه المدينة العريق.ومن المهم جدا ان يكون للأعلام الاسلامي دور كبير من خلال اصداراته فنجاح هذا الكتاب كان وراءه اسباب عديدة منها اقتباسه لنصوص مأخوذة من مجلة الولاية الصادرة من العتبة العلوية المقدسة.. وما ضمه بين دفتيه من نتاج صحفي مثل في غالبه تجربة المؤلف الصحفية.ولم يغفل المؤلف عن المصادر والمراجع المهمة فنراه قد ابحر فينها ، وقد وصل عدد المصادر التي اعتمد عليها في تاليف كتابه الى (101) كتاب.ومن الضروري ان يطلع الاكاديميون والصحفيون على هذا الكتاب، الذي سيكون له طبعات اخرى، وسيتم توسيعه ورفده بالكثير من القضايا الفنية والمهنية – كما يقول المؤلف- لكي يستفيد منه المجتمع وخصوص الاعلام الاسلامي الذي سيعده شيئا مهما يمكن الاعتماد عليه في داخل المؤسسات الاعلامية الاسلامية لانه كتاب مهني وفني واكاديمي ملتزم بنقل الحقيقة الى الناس بواقعية واتزان وحيادية ووضوح وشفافية .ويمكن ان تكون هذه التجربة الناجحة حافزا للمؤسسات الاسلامية ووسائلها الاعلامية في السير قدما في تدوين علم الاعلام والصحافة ونقل تجارب الإعلام الاسلامي الى المجتمع الغربي للاستفادة منها، ومثلما يعد مرقد الامام علي (عليه السلام) من اهم الاماكن قدسية تعتبر مجلة الولاية من اهم المجلات التي تعنى بالمجتمع الاسلامي وتربيته وتعليمه واعداده روحيا وفكريا وتصحيح اتجاهه في كل العالم، وقد نجحت في ان تكون قدوة للمجلات التي تمثل صحافة اسلامية حقيقية ناجحة .
انتهى.