النجف نيوز – انتشار مجموعات لفن الرسم العالمي عبر صفحات الفيس بوك
تحقيق : حيدر حسين الجنابي
انتشرت في الآونة الاخيرة مجموعات على الشبكة العنكبوتية تعنى بنشر الاعمال الفنية وجمع المحترفين والمتعلمين والهواة وتحويل الافكار التي يحملونها من بيئاتهم المختلفة الى لوحات فنية تمتز فيها الالوان مع الافكار لتشكل لوحة فنية رائعة ، ويعتبر فن الرسم العالمي من اشهر المجموعات التي تم تأسيسها في الفيس بوك واغلبها من الشباب والشابات ،اذ تضم اكثر من ستة الاف عضوا من 28 دولة في العالم من اسيا واوربا وامريكا وافريقيا واستراليا .
الرسم “جسر الحضارات”
وقال سلام العابدي مدير فن الرسم العالمي الذي يبث نشاطاته عبر موقع التواصل الاجتماعي باسم فن الرسم العالمي والذي يبلغ عدد اعضائه اكثر من اكثر من ستة الاف عضوا ويتكون من عدد كبير من الرسامين وهواة فن الرسم” .
واوضح ” انضم اليه الاعضاء من شتى انحاء العالم من 28 دولة ولا زال العدد في تزايد، ففيه اعضاء من العراق و الدنمارك ومصر وسوريا وقطر و المملكة العربية السعودية و الأردن واليمن و المغرب وهولندا و الولايات المتحدة الأمريكية والهند و الجزائر و ليبيا و تونس وفلسطين و ألمانيا و المكسيك و ماليزيا و فرنسا و الصين وبلغاريا والإمارات العربية المتحدة و لبنان وهولندا و المانية وتركيا والباني فالمجموعة جسرا فنيا يربط بين الحضارات ” .
وعن اسباب تأسيس وجمع الرسامين تحدث سلام ” تأسس فن الرسم العالمي على شبكة التواصل الاجتماعي الفيس بوك من اجل تشجيع الفنانين ومحبي فن الرسم على نشر اعمالهم ،ولابد من الاشارة ان عددا قليلا من اعضائه لا يجيدون الرسم فلابد من وجود جمهور ويقيم الاعمال الفنية ولكن الجمهور فنانون بإحساسهم وذوقهم، فالمتذوق للفن فنان ايضا ” .
فنانون يرسمون الأحاسيس
وبين العابدي ان ” المجموعة تأسست سنة 2009م وتدار من قبل مجموعة من المؤسسين وهؤلاء الفنانين هم لقاء الورد وزيد الميالي وسارة احمد وعسولة الشام وحسين الذ بحاوي ” .
وتابع قائلا ” ينظم الكروب على مدار السنة مسابقات لأفضل الاعمال الفنية القيمة ويمنح الفائزة منها على هدايا قيمة من اجل تحفيز الرسامين على العمل وفكرت المسابقة تعتمد على نشر صورة لفنانين عالميين وعلى الرسامين رسمها واخر مسابقة فاز بها الفنان وليد من العراق وهو استاذ في جامعة الكوفة “.
الرسام يدون التاريخ بالألوان
ويرى العضو الاداري لفن الرسم العالمي حسين حسن الذبحاوي ان ” اهمية فن الرسم تتميز عن الفنون الاخرى كون بإمكان الرسام ان يختزل قصه او رواية كامله بمجرد النظر اليها فهي تختصر لك قراءة تاريخ كبير وعندما يقال على قصيدة فيها من التشبيه ما يميزها توصف بانها رسم بالكلمات اي ان القارئ تخيل او شبهت له الصورة” .
واضاف ” من هذا نستنتج ان الاحساس يكون غالبا تصويريا وقبل اكتشاف الكتابة والحروف اكتشف الرسم الرمزي اي نقش الرموز للعصور القديمة وعرفت حضاراتهم وحياتهم من خلال الرسم لذا كان لابد هذه المبادرة لكي تكون واحة للمتذوقين للتعرف من خلاله على الثقافات والفنانين العالميين ” .
اللوحة تؤدي وظيفة تعليمية
وتكلم الذبحاوي عن احدى لوحات الرسام كاظم حيدر موضحا ان ” الفنان كاظم حيدر إحدى إعماله ومنها (لوحة ملحمة الشهيد) مثلت إحداثها إي رويت قصة الحسين وهذا العمل هو الأكثر جرأة في هذا الجانب وكانت لدى الفنان نظرية لفكرة رسم أسطورة تستثمر الرموز لصالح المعاصرة” .
مضيفا إن” فهو يذكرنا بجواد سليم ولكنه بهذا العمل حاول إن يعبر في شئ من البطولة والتحدي الايجابي ، لقد حافظ حيدر على الرسم بيد انه وسع من أفق اللوحة وجعلها تؤدي وظيفة تعليمية ثم أضاف إلى ذلك جانب جمالي وحتى بطريقة تعبيرها عن المأساة محولا كل ذلك إلى دراما قريبة إلى المسرح وعلى الرغم من دراساته للأساليب الغربية وتأثره بها لكنه نجح في استثمارها بتعبير شعبي ” .
لوحة وقصة
وعن ما ينشر من اعمال من قبل الادارة والاعضاء في المجموعة تؤكد عسولة الشام وهي فنانة تساهم في ادارة المجموعة ” تنشر في بعض الاحيان لوحات عالمية يختارها احد الاعضاء وينشر مع الصورة نبذة عن حياة الفنان وشرح موجز للوحته وماذا تعبر عنه ، اذ يتحدث كل فنان عن لوحته وهذا ياتي لتبيان اهمية الفنان ومدى قدرته على الرسم مع تدريب اعضاء المجموعة على رسم اللوحة وتثقيفهم فنيا للتعرف على اشهر رسامي العالم ” .
الجورنيكا الاسبانية وبيكاسو
وتختار العضو هونير الواني لوحة الجورنيكا للرسام الاسباني بيكاسو قائلة ” قام الفنان الكبير بيكاسو عام1937م بعد قصف الطيران الالماني لقرية ((جورنيكا)) شمال اسبانيا، والقضاء على عدد كبير من سكانها واصبحت تلك اللوحة رمزا عالميا لتصوير وتجسيد اهوال الحرب وضم مبنى الامم المتحدة صورة منهما يؤلمني حقا لو يوجد منا رسام عالمي كم لوحة يرسم لبلاد الرافدين بلاد الجرح والنزف والايتام ” .
الرسم بالعقل وتلوين الحب
اما العضو علي حسن فيركز على احدى لوحات الفنان الايراني ايمن المالكي فيقول ” ولد في إيران سنة (1976) وبدأ تعلّم الرسم في سن الخامسة عشر وكان استاذه الفنان الإيراني (مرتضى كاتوزيان) وتخرج من جامعة طهران للفنون وشارك في هذه بعض اللوحات الفنية للرسام الايراني ايمن مالكي ( مواليد طهران 1976 )1بدأ تعلم الرسم في سن 15 . وفي عام 1999 تخرج من جامعة طهران للفنون ومنذ عام 1998 شارك في العديد من المعارض الفنية ” .
ويضيف علي ” يقول الفنان ايمن المالكي: “عندما ارسم اشعر أنى مغمض العين تتحرك يدي بدافع وأمر مباشر من عقلي … فانا أرى المنظر بعقلي أفضل ألف مرة من عيني” .
اما الفنان العراقي محمد الخياط فيبين ان” اخر اعمالي هو زيت على كأنفس ، قياس 70 *50 بمناسبة عيد الحب …
واسم العمل او اللوحة (( زمان الحب لن يعود))‘ وهي احدى لوحاتي المهمة “.
الفن متنفس للمجتمع
وبالرغم من ان هذه المجموعات الفنية ساهمت بشكل او باخر في اخراج الموهوبين والهواة وشكلت متنفسا لهم لما يعانوه من عدم اهتمام السياسات الحكومية بالرسم وتوظيفه في خدمة المجتمع وتوفير الدعم المعنوي والمادي لهم ،الا ان هذه الاعمال العالمية وما يرسمه المحترفين ومحبي الفن والرسم والهواة تبقى تحتاج الى مؤسسات تعنى بها ، وتسعى الى جمع هذه المواهب وتحويل اعمالهم الى لوحات تطبع ، ودعم الرسامين الجدد ، واستثمار طاقاتهم وتنمية مهاراتهم من قبل الحكومات والمؤسسات التي تختص بالفن .